بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 14 فبراير 2024

وقت! وقت!

 بارعون نحن البشر في تحويل الزمن إلى وقت، وفي تحول الوقت إلى لحظات. بارعون بمعنى الكلمة! من الصورة التي نصورها، إلى ذكريات [الموقف، المناسبة] والأهم، اللحظة! تلك التي نقدسها تقديسا حتى بلغ الأمر بطائفةٍ منا بني الإنسان إلى الإيمان بها كما لو كانت دينا يعبد من دون الخالق!


هذا ينطبق على آمالنا في ثبات كل شيء كما هو عليه أحيانا. تلك الأيام السيئة تأخذ صفاتها من لحظةٍ من لحظاتها، والمصائب تصغر مع الوقت، والشمس تشرق غدا، لكننا سنبقى معلقين بتلك اللحظة التي نكونها عن تجربتنا في الحياة، كالأشجار التي نعلق نحن أوراقها عليها، نلبسها ملابس خضراء وصفراء، ونحرقها أحيانا. نأمل أن يثبت كل شيء من أجل مفاهيم صنعناها بإتقان واحتراف.

وهذا هو الجميلُ والقبيح في عرفِنا بني الإنسان. احترفناه، أمسكنا بتلابيب الوقت وجعلناه ثانيةً من ثوانيه، حزننا، وفرحنا، وتمسكنا وتعلقنا بالفوات. وهذا الغريب! الفوات أعني، لا يفوت، هو الثابت دائما في هذا الاحتدام القدري بين الحدث والذاكرة، والفعل، والتصور! شيء ما غريب، وغامض، وفادحٌ بقدر الفارق بين ما نعيشه وما نبقيه!

من نحن حقا! نحن سؤالٌ كبير لا يتوقف عن النبض!
هذا ما نحن عليه!