بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

الذات

 

 

 

آخيت نفسي، لم أكن لي صاحبا،

ومضيت في الدنيا أقاتلُ في الفراغ

صرعتُ أشباح الصدى، وذهبت للطوفان

مرتبكا، معي الأصنامُ، والعمر الفقيدُ،

معي العقارب، والصحاب الخائبون،

شربتُ من سمِّي، وأرهقني المسارُ.

 

وعندما أيقنت أن الأرض ليست جنةً

للخاسرين، ذهبت للبركان مشتعلاً

وبي النيرانُ، والزلزال، والحزنُ/ السعيرُ

ومن تضاريس الغواية فِضتُ كالنهرِ الأخير

وغيبت نفسي النهايةَ،

حجةُ المشتاق، آلامٌ

وذكرى تورث القلب التعاسة

والدمار.

 

ونجوت من نفسي، أخذت طريقها

من داخلي المدفونِ في عمق المخافةِ.

خفتُ من شر المسافة بين نيراني

الصديقة والدخان مع العواصف

في سماء الذهنِ، والجرح الشعوري العميق.

أنا الطريقُ، وحجتي هدفي، ورمزي بسمتي

ويدي، وأحرف راهبٍ، وصدى المعاركِ

والخسارات الأليمة، والجنون.

هربتُ من ذاتي الكسيرة كي أعيشَ.

وعشتُ في حزني، لأهربَ

من غواياتِ الدوار.

 

معاوية الرواحي

السبت، 21 نوفمبر 2020

مدار

 

دُوار

 

 

أمضي، كأن الأرض ليست ــ والهُنا ــ أرضي

ويأخذني إلى حزني براقٌ من غيومِ الليلِ

أيامي سواسيةٌ، وذاكرتي هي المنفى النقيُّ.

قصائدي يا عمرُ تابوتٌ من الأحلامِ

أسئلتي تدورُ مع الكواكبِ، والعروقِ

ومع دوار الشمسِ في كبد السماء.

هجرتُ نفسي كي أعيشَ،

وعشتُ في يومِ المهاجرِ قصتي

وتلوتُ ما لم أستطع قولا له

وغرقتُ في بحر الجنونِ

وغصتُ في تأويل أحزاني

وعدت بلا هدفْ.

 

وبكيتُ، ثم ضحكتُ، ثم نسيتُ

واستسلمتُ، ثم صرعت دمعي

كل ما في الفرد من ذاتي انعكاسٌ

شاء جَمعي.

لم أكن إلا خيالاً أطفأ الغرباء شمعته

فصار إلى الظلامِ،

وحلقت في كحلِ أسئلتي نجوم.

من خيالٍ واسعٍ.

 جئنا لظلِّ الروحِ

وانتصرت مع الأقدار

نافذة الصدف.

 

وأسيرُ في دربي كأني

لم أكن شبحاً. أراقب لعبةَ الأحياء

في دنيا الجمادِ، وأستجير بما تبقى

من ضياء الروحِ في جمر الجسد.

وأهيمُ كالمعنى، بلا لغةٍ تعبّر عن جروحي.

أستغيثُ بكل آلامي لعل قصيدة شردت

ستنقذ شاعراً من يأسِه وحنينه للأمسِ

يا دنيا مددْ.

سكب المصيرَ الحبرُ في نهر الدقائقِ

والنهاياتُ الأليمةٌ عبرةٌ للقادمين

على مقابر أمسنا الملعون

بالتاريخ، واليأس المقدّسِ

حين مزقنا الهدفْ.

 

 

معاوية الرواحي

 

 

 

 

 

 

الخميس، 19 نوفمبر 2020

رأسٌ وجمجمة لا أكثر ولا أقل

 

 

 

السابعة صباحاً. مُثقل بنهايةِ مرحلةٍ من الطنين. كم هو مزعج أن تكون جمجمتك خارج سيطرتك، أن تتقاذفك عواصف من الأفكار وفيضانات من المشاعر، أن تبرق البروق وترعد الرعود وأنت داخل جمجمتك سجينا لا تعرفُ ماذا عساك أن تفعل لتخرج من كل هذا الاحتدام الصاعق. أصاب باليأس من هذه الحالة المستمرة، أحيانا فقط، أستسلم لنداءات الكآبة والعدم وأقرر أن ألقي بكل شيء على كتفيّ. أشعرُ بالخوف من هذا الهدوء، أشعر بالخوف من العاصفة التي ستأتي بعده.