بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 31 مارس 2019

إلى هلال الحجري



 تمضغُ الأيامُ أسمالَ الأمسِ
والمعنى ظل "سيدافةٍ" وحيدةٍ
في نهايةِ الوادي الأجدبْ.
أبهرتنا نهاياتٌ لم ننلها
حتى الماء تعب!
ثم فاض إلى السماء.
ضاع السعاة في الجدوى
أما نحن يا صديقي
فنرفع أنخاب الشجعان
في وجه البداية المديدة
ومكائدها النائحة
وضحكاتها المجلجلة
وصداها المودّع جفنَ اللحظةِ
 إلى دمعةِ الأمس
مجد الحسرة
والشعراء!
معاوية





الخميس، 21 مارس 2019

أنا من أنا!



 أنا عجيني وشياطيني وشظاياي. هامشي في المهم، ومهم في الهامشيّ، قدريّ لو أردنا الدقة ثوريّ لو شئنا التهويل، لعبةٌ علكها الزمان ولم يغلبها، أضحوكة مريرة، أهزوجة هادرة، بائس يعرف السعادة، وتعيس سعادته البؤس، أنا من أنا، ذات الجمر التي جُبلت عليها، طين سمائل، ومعدنُ الأيام العتيق.
أنا من أنا، والباقي رهانٌ مع العمر والحياة.

الأربعاء، 6 مارس 2019

آلة اسمها الجسد!



هل اكتملَ الشهرُ؟ لم أشعر بمرور الأيام. القلق الذي اعتدت أن أشعر به كان يتمثل فقط في كوني كائن عاطل عن العمل، والذي لا يعمل لا يعرف طعم الحياة مطلقا. اكتملَ الأسبوع الأول. كل همي منصب على ملاحقة احتياجات جسدي الذي أصبح محرقة طعام. لا جوع يشبه جوع الدراجة، لا يمكنك أن تصاب بالجوع وأنت تستخدم جسدك كآلة، لا يمكنك أن تصاب بالعطش، نوبة عطش في وقت خطأ قد تعطلك يومين وأنت هامد تتساءل عن السبب الذي يجعلك لا تستطيع إكمال عشرين دقيقة على كرسي الدراجة.
ذهبت لبرمنجهام. استلمت دراجتي الجديدة التي ستكون مخصصة للعمل. جهزت الدراجة الخضراء [Hulk] وأهديتها لأصدقاء أعزهم. أحاول جاهدا أن أقودهم إلى إدمان هذه الرياضة، وكما سمعت دائما فإن حقنة المورفين الأولى تكون مجانا، ربما تنجح هذه الطريقة مع الدراجات من يدري؟
جسدي مرهق. متعب، شاحب. لكنني أنام جيدا، أستيقظ مبكرا على غير العادة. أتناول غذاءُ ثابتا لا يتغير أتمنى لو كانت لدي معرفة غذائية أوسع لأقوم بكل شيء بدقة، لم يفت أوان تعلم تجربة جديدة. دراجتي الأولى نائمة في برمنجهام، يجب أن أستلمها في فرصة قريبة لتكون الاحتياطية بعدما كانت الأولى والرئيسية لسنوات، شعرت بالحزن وكنت أربت عليها وأكلمها، شاهدتني فتاة في الشارع فضحكت. لم أعد أضحك، لم أعد أبتسم كثيرا، ثمة صخرة في وجهي تجعلني أقل اهتماما بالعالم، أقل اهتماما بكل شيء، أنا وحدي، في منزلي، وحدي، في دراجتي، وحدي، في عزلتي، لا تتوقف، لم أكتف بعزلة الجدران حتى اخترت العزلة في الطريق، وفي المهنة. أنا وهاتفي، وملابسي ودراجتي أنتظر المحطة القادمة والرحلة القادمة. كل شيء مرهق بما يكفي لأقتنع أنني أفعل الشيء الصحيح، هل صحتي ستخذلني؟ أخاف من ذلك، الذي لم أعد خائفا عليه أن يخذلني هو عقلي، كل تلك التجارب تعمل الآن دفعة واحدة لتقول لي، كن بعيدا، كن بعيدا وأبعد ما يمكنك، كن وحدك، عش وحدك، واعلم أنك أنت من بين كل الناس من يستحق أيامَه الذي يعيشها بكل ما في ذلك من معانٍ.

الاثنين، 4 مارس 2019

مع الكلمات وإليها!



 مرّت ينابيع الكتابة الممطرة وغَفت. الحقول الخضراء أصبحت مكسيّة بالورق الأصفر، والخريف يحدث أكثر من مرة واحدة في العمر. القلق صديق مثمر للكاتب، حاله حال الجنون، والأرق، والغياب الساحق في الذات. كل هذا يحدث حتى تقرر الخروج من هذه الحواف الحادة للجمجمة، تسقطُ من السفحِ الذي نما فوق دماغِك إلى عالم الواقع، حيث لا كلمات تنبلجُ من الوجدان الشغوف بالمعنى. حتى هذا الأخير المفضل للكائن الكاتب وغير الكاتب، حتى هذا المعنى يقرر أن يستريح من الطنين قليلا، أن يتأملَ شيئا ما آخر خارجَ اشتباك النفس الدائم مع نسخها الميتة في غياهب الإنسان. تمر ينابيع الكتابة، وتعود. وطين الذاكرة مليء بالبذور دائما، وأشجار الكتابة دائما جميلة، ودائما خضراء، ولن تتوقف الكلمات يوما ما عن مصائرها.