بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 3 يوليو 2021

إيضاحات قهرية

 

 

 

كلام أفضل أن أقوله، لكل الناس. قد أبدو لطيفا، وأهبل كثيرا، وأحب المزاح، ويظن البعض بي اللطف لكنني لست لطيفا، بي قسوة شديدة على الذات وأحيانا على الآخر. لقد مزقتني ظروف الحياة وخياراتي إلى حدٍ كبير، غير قابل للإصلاح. أحب الطيبين، والأنقياء، وأحترمهم، ولكنني لست منهم مطلقاً.
أعي أنني شخص مضطرب، مليء بالارتياب، وقادر على الإيذاء، ومتهور ومُجازف وصدامي. لا يمكنك أن تَشعر بذلك إن كنت شخصا طيبتك هي أساس تعاملك مع الآخرين، لأنني أعاملك وفق طيبتك، لكنني لست مثلك، لدي لعناتي واضطراباتي الجسيمة، وقد أشكل خطراً عليك إن لم تفهم متى أصبح قاسيا.
أعيش حياة هادئة حتى يقترب غريبٌ من حقوقي، مساحتي الخاصة، وحقي في الكلام. لقد اختطف التدوين والكتابة نصف عُمري ولا يمكنني إلا أن أكون مدونا. يمكنك أن تظن بي الغباء، والسذاجة حتى اللحظة التي تقتحم فيها أستار خصوصياتي، منها لا أفهم ذلك الشيطان الكؤود الذي أتحول إليه، ويؤسفني ذلك جدا
أذيت قلةً من الذين لم يؤذنني، وأذيت جميع الذي أذاني بلا استثناء. هل أتمنى أنني لم أفعل، نعم أتمنى ذلك ولكن هذا حدث. لدي اضطراباتي التي جعلتني أقرر الحياة بلا صدامات، أدخر هذه الطاقة للدفاع عن نفسي فقط، لذلك أبتعد، وقد يكفي موقف واحد لأبتعد، أرفض ذاتي العدائية كما أفهمها.
ولقد تعقدت نفسيا إلى حد بعيد، ضميري يؤرقني كثيرا، وأخطائي كبيرة وفادحة، ولكنني أيضا أوذيت، وكان الأذى من الذين كنت مستعدا لمواجهة الحياة للدفاع عنهم، لقد عشت درسا قاسيا في هذه الحياة ولست مستعدا لتكرار أخطائه. أعلم أنني غريب الأطوار، لكنني لا أحب قسوتي، ولا عدائيتي الانتقامية.
قد تكون غريبا، يحلو لك أن تشتمني أو تسبني، صدقني لا أحقد عليك، أن تصفني بالتافه، أو بالمجنون أو حتى تعايرني بكلمة [مريض نفسيا] كل هذا لا يغضبني، لكن أن تقترب من المساحة التي بها حقي القانوني، أو الطبي، أو الوجودي، أن تذهب أبعد من كونك صاحب رأي، هُنا لا يمكنني أن أسامح مطلقاً.
لا أزعل مطلقا من كوني شخص أهبل ويسخر الناس مني! من معاوية؟ ذلك الكاتب الذكي الذي يحب الاستهبال كثيرا. وأستخف بالمتنمر، وأحتقر الذي يعتبر حياتي دلوا يتقيأ فيه مشاكله، ولم أرفع قضية ولا أرفع قضية على أحد وأظن أنني لن أفعل ذلك إلا للشديد القوي الذي يستحق، لكنني لست غبيا!
كل الذي أذاني في الحياة له مدخل واحد، أن ينال ثقتي، وأن يستغل حماستي لمآربه، هذه قصة حياتي، كل ملعونٍ ألعنه إلى نهاية العُمر فعل الشيء نفسه، حتى أصبح انطباعا عاما عني، وأرثي لحال هؤلاء الذين يظنون أن الذي حدث من قبل سيحدث مجددا، على جثتي الميتة فقط سيحدث ما حدث من قبل.
اضطراباتي شديدة، وأصابت أقرب المقربين بالأذى. ومن ثم عندما بدأتُ بإيذاء من أذاني تحولت إلى وحشٍ مفترس لا أفخرُ أكن أكونه، هذا حدث ولا مجال لدي لتغييره، لذلك هذا ما أقوله لكل الغرباء، عندما أبتعد عنك فاعلم أنني أحترمك كثيرا وأجنبك اضطرابي، فأنا أعرف اضطراباتي جيدا.
أجيد كل أشكال الكيد .. للأسف الشديد أجيدها وعشت من التجارب ما يكفي لأصبحَ إنسانا غير متوقع. كنت ذات يوم صعلوكا كل همي في الحياة اللذة والمتعة، أستمتع بإحراق الآخرين بريبته، خياراتي في الحياة سأدفع ثمنها لنهاية عُمري، لكنني لن أقبل مطلقا أن يفرضها علي الآخر مهما كانت صفته.
وأخيرا، هذا ما أردت قوله لكل إنسان يظن بي خيرا فوق حقيقتي. إن كان شيئا سيجعلني أحترم نفسي فهو أنني أقاوم كل شياطيني، وأبذل جهدي لأوقفها عند حدها. لا أريد عداوات جديدة، ولا أحب حالتي وأنا أتربص بإنسان لسنوات لأسقطه. تعبت من هذا الموال ولا أمانع تكراره إن أوذيت أو غُدر بي.
ولدي من الأصدقاء التناقضات كلها، الذي أذيته وأصبحنا أعداء، وذلك الذي يدافع عني باستماتة ويقول: أنتم لا تعرفون معاوية. صدقني أنت الذي لا تعرفه، أعاملك بطيبتك لأنك تستحق ذلك، لكنني لست مثلك، وأتمنى كثيرا أن أكون مثلك، ناصعا، ودودا، يسامح! لم يعد هذا ممكنا للأسف. وأتقبل نفسي كما هي.
وأعلم أن البعض لديه كرم باذخ في النصائح، أتعامل مع المختصين فقط في علاجي، غير ذلك أتمنى فقط أن تدعو لي إن تيسر ود في فؤادك تجاهي. لم تكن حياتي سهلة، ولست إنسانا جَميلا كما يود البعض أن يرى الآخر جميلا. لعنتي في الحياة أنا أدفع ثمنها، فلا تجعلها تؤذيك بظنك أنني لقمة سائغة.
ولا أسامح، ولن أسامح من وثقت به فغدر بثقتي، وكل من رأيته قدوةً وكذب عليَّ، لا أسامح كل من كسب ثقتي ليسمح لاضطراباته أن تؤذيني، سنوات من الأذى كسرت زجاج القلب أجذاذا، وها أنا اليوم ذلك الجارح الذي قد ترثي لحالِه وتحزن عليه. هذه الحياة، ولست بصدد التحسر، إنها معركة وكفاح.
أتعافى من سنواتٍ من التناقض ولست بصدد العودة له، ومن الخيارات الخاطئة التي سأقاتل العالم لكي لا أتخذها مجددا. أفضل أن أكون ذلك المهذون الذي يكتب كثيرا، عن كل شيء، وعن أي شيء على تصديق أي اعتبار يلزمني الآخر به، لرغبته فيه، أو لأمنياته أن يجد أداة مثالية يطوعها باتجاه مصالحه.
وإلى فريق المتنمرين وجبناء الأسماء المستعارة! والله إنك لن تنطقي في حقي أبدا مهما حاولت أبشع مما قلتُه عن نفسي. تلك هي آلية جلد الذات التي أدت إلى انعتاقي من الاهتمام بشأنك، وضلالاتك، وخيوطك الاجتماعية، وتصوراتك وتحيزاتك. لست المختص بتقييم خطاياي، فدعك في خطاياك أيها الغريب!
وأقول لكم شيء كاش وبصراحة، أعرف إني مادة للسخرية والاستهزاء، وكلمات مثل [هبيل، خبلة، فاصل، ما صاحي] أعايشها وأراها في نظرات الآخرين، وهذا لا يحزنني، مطلقا لا يزعجني، هل تعرف ما هو المزج والمحزن؟ هذا الذي يزعم الود وهو من الأساس يسخر مني، يقترب مني ليضحك الآخرين! ليهزأ بي!
كغيري من المضطربين، وغير المستقرين، المعانين من خلطة غريبة من جلد الذات والنرجسية، هذا جزء مما أصادفه في الحياة، أن تكون غريبا وتسخر مني هذا شأنك، لكن أن تدعي أنك صديقي، لأكتشف إنك تتقرب للآخرين بالسخرية مني، وإظهار كم أنا غبي [وأهبل] وعبيط! ليتني أملك نفسي لكي لا أؤذيك!
ومنها يبدأ الشعور بالذنب، والأذى، وجلد الذات، وأنتقم من نفسي، وأدخل في موال الحسرات والضيق والألم، لذلك أبتعد، بسرعة البرق أبتعد، حتى مع الريبة أنك تستخف بعقلي، أو تشوفني مريض، أو أهبل، أو عبيط، أبتعد، فقط لكي لا أؤذيك، لأنني إن جرحتك، فلن تشفى ولن أشفى من ما فعلتُه بك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.