بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 3 يوليو 2021

يلمزونك في الصدق

 مؤسف من يهمز ويلمز علوي المشهور ويتهمه بأنه يطلب امتيازاً أو معاملة مختلفة .. ولا يعلمُ مطلقا الذي يهمزه حقيقة علوي، وعزة نفسه وصدقه مع ذاته. نعم، علوي تأخذه العاطفة أحيانا، لكنه ليس مطلقا مثل كثيرين [ولعل منهم من يكتب هذه السطور] ..

 من لا يعرف علوي .. يهمزه ويلمزه!
لم يسع علوي يوما ما لاستغلال [استثمار كما يحب البعض تسميتها] وضعه كمدون وككاتب وكناشط لنيل أي ربح شخصي له، أستطيع أن أقول وأؤكد هذا لأنني أعرفه وهو صديق عزيز وأخ، وأعلم ما لا تعلمون وما كل ما يُعلم يقال. علوي كتبَ عن حرقته، وهي حرقة كثيرين ومشاعرهم، ويشاركهم شقاءهم وحزنهم.
ونعم، التدوين، والنشاط العام، والكتابة مزرعة لهواة ومحترفي التربح الشخصي والساعين للتنفع من الحكومة. هذه حقيقة لا شك فيها، أن تتهم علوي بذلك فأنت ربما تمارس إسقاطاتك الذاتية، البعض يظن أن الذكاء يعني أن تكون انتهازيا .. والبعض يظن أن الجميع يكذب، ويُشترى بثمن، هل علوي منهم! لا!
وبينما يمارس البعض دور الوصي، أو الأب، أو يطرح نفسه بأنَّه الأعلم بالمنفعة الأوجب لعلوي، هو في سياقه الواقعي، شاب عماني خريج وباحث عن عمل، وعلى الجانب يكتب ويحلل الأحداث العُمانية، هل هذا يجعله من المتربحين؟ ولو كان علوي يريد وظيفة لامتياز خاص! لما كتب عن حرقته في تويتر!
رفض علوي أن يُعامل معاملة خاصَّة، ولم يقع في أخطاء من سبقوه، المهرجون في ساحة الكتابة في عُمان كثر، مدعو الثورية، ومدعو المثالية، وغيرهم من زنادقة الكلمة وربابنة التناقض، ويأتي هذا الشاب الصالح بصدقه مع ذاته في هذه الساحة المعجونة بالارتياب! ويهمزه من؟ من باع نفسه رخيصا! هزلت!
وإن علوي إراد امتيازا، لوصل له بسهولة، لكنه يعلم عبء الصدق وخساراته، ويعلم خطورة التبعيّة، ويعلم أنه لا شيء مجاني، ولا دعم يأتي لوجه الله ولا امتياز يأتي بدون شروط وثمن وخسارة للاستقلالية بل وربما لما هو أكثر، خسارة للصدق مع الذات. هل علوي انتهازي مثل من بعض من لمزه؟ قطعا لا!
وماذا قال علوي؟ عبر عن مشاعره؟ ويفكر في الهجرة؟ هل في كلامه ما يؤذي وما يسيء؟ ألا تمر البلاد بأزمة وظائف؟ وأزمة اقتصادية؟ وألم تحدث أحداث صحار قبل فترة وجيزة؟ البلاد كلها في معضلة وظائف، والهم ماذا؟ الوصول للوظيفة المستحيلة! والهجرة للعمل! هذه خيانة؟ فلا نامت أعين الجبناء!
وانظر للشماتة! قاتل الله الانتهازيين وإن كان كاتب هذه السطور منهم، انظر للشماتة! يعني شمتان في شاب عماني ما محصل وظيفة؟ ليش تزعل! ألا يعمل العمانيون في دول أخرى! ما هذا الغل والقبح السيكولوجي! وهو يقول لك أن الواضع صعب، هل كذب؟ هل زيّف، هل طبّل؟ هل فعل مثلك يا شامت يا انتهازي؟
وخذ نظرة على الجيل الثقافي، واحسب الانتهازيين وغيرهم من الذين قبلوا الامتيازات، احسب المتناقضين الذين دخلوا لعبة الرأي العام [بما فيهم هذا من يكتب الآن]، احسب عدد كل متربح رخيص ومتناقض وضيع، وكاذب كذوب دجال أو ثوري مدعٍ أو ناشط نشط وصمت ويعيش على أيام الأمس! هل علوي منهم؟ لا!
وإن كان ما يستحقه علوي من شيء فهو الاحترام، لصدقه ولواقعيته، والدعاء الخالص من القلب لهذا الإنسان الصالح أن يقيه شر نفسه وشر غيره، وأن يكتب الله له العزة والكرامة دائما. جملة [علوي ثروة وطنية] قيلت مراراً، قالها الانتهازيون الذين يريدون له مصيرهم الذي رفضه. فلا نامت أعين السفهاء!
وأستطيع أن أقول أنني متضامن معك يا علوي، قبل تضامني كصديق، أتضامن معك كإنسان، وأسأل الله ألا نراك يوما ما في مقعد الانتهازي، خاسر الذات، تسجن ذاتك في الوهم، وتلعب على الحبلين، أسأل الله لك التوفيق والرضا. كتبت بعاطفة، ولا يلومُك على صدق مشاعرك سوى الذي يكذب على نفسه وغيره!
وإن كنت قادما من جيل التناقض، وحمير الرأي العام، ونشطاء الغفلة، ومدوني الحبلين [ومهذونيه] المتربحين بعلاقاتهم الشخصية، من ظاهرة الرخص، والتناقض وذر الرماد على العيون، وبيع الرفاق للمصائب والسجون، وتحريض الأبرياء، وعقد الصفقات، فعلوي ليس من هؤلاء وأسأل الله ألا يكون!
وإن كنت قادما من جيل المطبلين، المداحين، المبررين، كارهي الحقيقة ومشوهي الحقوق، إن كنت بالذات من هذا الجيل فأنت آخر من يهمز ويلمز علوي، ومن يعرف الغد! هل سنراه مثلهم يوما ما! أم سيواصل صدقه مع ذاته، الناس يتغيرون، وحتى وقت كتابة هذه السطور، علوي لم يتغير صدقه مع حقيقته.
ولماذا يُهمز علوي؟ ويُلمز؟ لأنه ليس من ثوار الحانة! ليس رقما سهلاً هدفه المعاملة الخاصة، ليس صاحب مشاريع باسم الوطن والثقافة هدفها السفرات مدفوعة الثمن، لأنه ليس مداحا رخيصا، وليس مداهنا ممالئا، لأنه رقم صعب من أرقام الكتابة العُمانية، وحالة نادرة جدا جدا من حالات التدوين في عمان
ومضحك جدا من يتهم علوي بأنه كتب ما كتب [ليضغط] على الحكومة وبالتالي تجد له مقعدا خاصا به! أولا: علوي إن أراد ذلك فلن يجعل الأمر علنيا. ثانيا: هذا الزمان انتهى، سالفة تشن هجمة على الحكومة مصيرها السجن والبهدلة.