بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 19 فبراير 2021

المعضلة الظريفة

 

أظن أنه آن الأوان أن أكتب عن المعضلة السخيفة التي أمرُّ بها، وهي معضلة بكل معاني الكلمة لأنها صعبة الحل وسهلة الفهم.

حسنا كيف أخبركم ما يحصل دون أن أخبركم ما يحصل؟ هُنا يأتي فن الكتابة في عمان واضطرارات الغموض الواضح والوضوح الغامض. وهُنا تبدأ الحكاية.

عبر سنواتي في مواقع التواصل الاجتماعي وحياتي صادفت عددا هائلا من البشر، هاتفي به ثلاثة آلاف رقم لأشخاص عندما أمرر ذاكرتي على القائمة أكتشف أنني التقيت بهم أجمعين، منهم عشرات الأصدقاء، وقلة قليلة من أصدقاء العُمر والحياة.

زمان قبل أن أصبح معاوية المأساة كنت أعيش ملهاة كبيرة، ثمة مقولة كانت تتداول في مسقط [معاوية صديق الجَميع] ولو كنت تعرفني آنذاك لربما صرت صديقي بسهولة، مهما كنتَ لم أكن لأرفضك وأطلق أحكامي عليك، معاوية صديق الجميع حتى هؤلاء الذين يعادون بعضهم البعض.

ولأن هذه القصص في حياة البشر أجمل من أن تستمر، جاء اليوم الذي بدأت أنتبه فيه إلى ما يحدث حولي، وطوال السنوات التي كنت فيها رماديا غير حاد مهذونا غير جاد لم أعانِ من صداقات مخاتلة ومريبة، ولكنني بدأت ألتقي نوعيات غريبة من البشر، ومع مساري في التدوين ازداد عدد هؤلاء وكبر.

تغير كل شيء ذات يوم في عمان، الحرب ضد الثقافة بدأت، وحملة تكسير الأفواه انطلقت بكل شراسة، أجج بعض الحمقى أصحاب شجاعة خارج الميدان هذه المعركة، وعندما انفض الجمع أصبحت الثقافة عدوا كبيرا، وبدأت الحرب التي كانت الكلمات في عمان ضحيتها.

دخل معاوية مع المعمعة، وخرج خاسرا كل شيء وأول ما خسره هي طيبته التي أورثته سذاجة بالغة حتى عاش بين الثعابين والضباع، لكن هذا الصعلوك لم يكن سهلا ولا لقمة سائغة ولم يكن الخطر الخارجي عليه هو الأشد، كان عدوا لنفسه وعادى أخطر من يمكن أن يعاديه، نفسه البركانية القابلة للانفجار.

وقتها، بدأت هذه النوعية من البشر بالإحاطة بي، مجموعة بائسة من ضعفاء النفوس الجبناء، يمتلكون شجاعة الكلام فقط أمام شخص مهزوز يكره نفسه ويجلد ذاته "ويتكلف" انحرافا ليس به، يدعي إلحادا يشك به، يهرب من حقيقة أنه كاتب ومؤثر إلى هالةِ المهرج الهامشي، وراق لهؤلاء ذلك كثيرا.

مضت الأمور على ما يرام حتى انهار كل شيء، وقع معاوية في فخ المخدرات وبدأت مهزلته العلنية بالظهور في عمان من أقصاها إلى أقصاها، عام من التخبط ومقالٌ كاميكازي وسقط النجم ليتحول إلى مأساة اجتماعية إلكترونية، أصبح الجميع يشتم معاوية ويسبه، وكأنه واجب انتقامي اجتماعي أن يفعل الجميع ذلك

أصبح جلد معاوية واجبا اجتماعيا وربما واجبا وطنيا، ثمان سنوات كاملة قبل العفو السلطاني الكريم ولم أسمع فيها أي كلمة طيبة، إما اللوم من المحب، أو التشفي من المبغض، كان خالد الحارثي الوحيد الذي قال لي في تلك الفترة [ما زال لدي أمل بك] .. ثمان سنوات كانت هذه الجملة اللطيفة الوحيدة!

استمر سعيي للخسارة بكل قوتي، وهذه المرة وجدت حلفاء يروق لكم أن أخسر كل شيء، بعضهم دق صدره ليعمل وسيطا بيني وبين الحكومة بحجة أنه يحاول أن يساعدني، وبعضهم جاهد ليعزلني عن المجتمع أحيانا لأنه عاجز عن الكتابة وظن أنني سأكتب له [وأصنع] منه مدونا وكاتباً تخيل، بهذه البساطة!

انطلقت في طريق الخسارات بكل حماسة، أتفرغ لشتم والدي، ثم نفسي، ثم الدين ثم الشيخ أحمد الخليلي ثم أعود إلى الندم والاكتئاب قبل أن تنشرح أساريري وأعيش فترة هجلية، ثم الاكتئاب وهكذا دواليك لسنين وسنين، معي شلة المخدرات والمبغض الحاسد الذي يكره أن معاوية كاتب والناس تقرأ له.

لم أتعب حاسدا يوما ما، ما كنت أفعله بنفسي يكفيه لكي يتشفى، لكي يُسرُّ بما أفعله بنفسي، سنوات مرَّت على هذا الحال حتى تجرأ أقذر الناس عليَّ، وصلت إلى الحضيض بكل معاني الكلمة وأصبحت غارقا في حياة لا خروج منها إلا بمعجزة، حتى سجنت في الدولة الجارة لم أفكر بالرحيل عن عمان.

السنةُ رقم [3] من مأساة [معيوف] أدخل السجن وأخرج منه، وأقذر خلق الله يمثل أنه صديق، وآخر ينجر خلفه، العذاب لا يطاق ومعاوية ما زال مدمنا زائغ العينين يبكي من يحبه ولا يعرف كيف يساعده، واللئيم والخبيث يلعبون دور أصدقائه ويساهمون في طمسه وعزله أكثر وأكثر.

فشلت محاولاتي في الخروج، من هذا الذي يتحمل جلد مئات أو ربما ألفي شخص من المبغضين على الأقل، لم ينفع الشرح والتفصيل وغابت زاويتي من الحكاية، تولى من يبغضني سرد قصة حياتي وأخذ البعض على عاتقه مهمة طمسي، عقوبة إغريقية يطبقها متطوعٌ أثيمٌ لا يعبأ بتدمير حياة ومستقبل إنسان!

السنة [4] من مأساة ماريو: إنه السجن في الدولة الجارة، وانكشاف الأقنعة على حقيقتها، لم يفكر هذا المدمن التعيس بالخروج من عُمان، عاد ليجد المأساة على حقيقتها وأضمر الرحيل وفعلها، وبدأت حكاية واستمرت حكاية، ما زال جلد معاوية واجبا علنيا، ولعل كثير منهم كانوا على حق كنت سيئا كثيرا!

دخل بعض هؤلاء إلى حياتي، انسربوا بهدوء ولا يشعرون بقبح فعلهم، يراسلني ليهزأ بي، يعاملني كغبي، يستخف بعقلي، ولم أكن وقتها في وضع يسمح لي بخوض حروب مع هؤلاء الحمقى، لأنهم لقمة سائغة أولا، وثانيا هم حقا حمقى، لأن دافعهم لا يتجاوز التلذذ بمآسي الآخرين، أحسن من غيرهم الذين يسببونها!

وأسمي هؤلاء [المعضلة الطريفة] فهو لديه نزعة غريبة ينسى فيها ما يفعله ولا ينتبه إلى ما يقوله، هؤلاء كانوا أضعف طرف يمكنني أن أحاربه، وقتها كنت في معركة دونكيشوتية شعواء، ضد أجهزة الدولة وتحديدا جهاز الأمن، وتطور الأمر لتكون حربا شاملة ضد كل شيء، معاوية الخاسر الكبير!

أحب من كانوا أصدقائي خساراتي ولعبوا دورا غريبا مزدوجا حفظتُ كل ما يمكنني أن أثبته من هذا الدور، لم تكن حياتي قد عادت لي، ضاع مستقبلي وحياتي ضاعت بل وحتى طمأنينتي في تراب وطني قد ذهبت في غياهب الهجرة، استمرت المأساة، وهذه المرة أصبح جلد معاوية واجبا جماعيا استمتع به البعض تطوعا.

السنة رقم [6] من مأساة معاوية، دون كيشوت يحارب كل شيء، يحب عمان ويحاربها، يسب ويبكي، يندم ويضحك، المجنون الرسمي لعمان أصبح الآن خارج السيطرة، واستمرت المعضلة الطريفة، من ليس له علاقة بوضعي يكتب ويرسل لي بكل أريحيه، يتقيأ كأن هذا واجبه الوجودي، وماريو مشغول بيأسه الشديد.

السنة رقم [7]: يعلن معاوية حربا لاستعادة عقله، مدمن المخدرات تغير وأصبح أقل سوءا، اختفت شتائمه وعاد له عقله ككاتب [نسبيا] بدأ يسعى للعودة لعمان وبدأ يرمم بعض الذي تهدم، المعضلة الظريفة مستمرة، هُناك من يهاجمني مع أنني توقفت عن الهجوم على الدولة والحكومة!

مؤشرات العودة تكبر!

السنة رقم [8] من مأساة معاوية: تغيرت أشياء كثيرة، وجنح معاوية للسلم، حاول البعض إثناءه عن ذلك ولكنه رصد ما عليهم وأثبته، استمرت المهزلة، جانبها الرسمي توقف تقريبا، وبقي جانبها الاجتماعي، ومن ثم حُسم الجانب الرسمي بعفو كريم من السلطان هيثم، المعضلة الحقيقة تم حلّها.

السنة رقم [1] من حياة معاوية الجديدة. عاد إلى عُمان، وانتهت المعضلة الصعبة، لا حرب مع الحكومة، ولم يعد مجرما مطلوبا وبيّضت صفحته وسقط عنه بالعفو الحق العام، وصدق الوعد، لا الحكومة ولا الأمن أصبح يضايق معاوية، المعضلة [غير الظريفة] حُلَّت، فماذا عن الأخرى؟

ثبت معاوية على عهده، لم يعد يشتم حكومةً أو أجهزةً أو مسؤولين وبالمقابل لم يستدعَ ولم يُطلب ولم يحقق معه وصفحته البيضاء سارية المفعول، لا خطر رسمي ضده، المعضلة الكبيرة انتهت، لكن الظريف منها تفاقم وأصبح شخصيا، بل وغريبا، بل ومدعاة للتفكير والتأمل.

أهل المعضلة الظريفة فقدوا أعصابهم بمعنى الكلمة، ولم يبق لي عداء مع الحكومة ولم أعد أستخدم لساني لجلب الويلات على رأسي، هذا سبب غيظا شديدا، فلا الحكومة صارت تبحث عني لتسجنني، ولست سجين تغريدة أو فيديو، ولم أعد أهتم أو أكتب في شؤون السياسة، أهل المعضلة الظريفة حانقون!

الجانب الرسمي حُسم، الجانب العائلي حُسم، الجانب الطبي حُسم، بقي ما تعلّق في النفوس من الجانب الاجتماعي، حتى سماحة الشيخ جزاه الله خيرا اتصل بوالدي وأهداني كتابه، هذا صنع معضلة أخرى لجماعة المعضلة الظريفة، هناك من فقد متعة السوط على ظهر المجلود الأكبر في عمان!

بدأت أتعرض للإزعاج مجددا، أهل المعضلة الظريفة الجبناء وجدوا الشجاعة في أسمائهم الخفية، بعضهم يتواصل معي هاتفيا، بعضهم يرسل لي في سناب شات، غيظ مكبوت مكشوف يُغفر للغبي منهم غباءه وللأحمق حماقته، البغض خارج السيطرة وكلما هدأت أحوالي اشتعل هؤلاء ويتواصلون معي مباشرة!

الحياة غريبة!

أعرف بعضهم شخصيا، وأسامحهم ليوم القيامة مهما شتموني، أفهم حالاتهم وأتحمل كلامهم ومنذ سنوات وأنا أتواصل معهم وهم لا يفهمون لماذا أوافق أن أكون كيس ملاكمة يخففون به ضغوطهم النفسية، هؤلاء لن أؤذيهم يوما ما، لن أشتكي عليهم، ولن أزعل منهم لأنني أفهم وضعهم وبي ذرة رحمة تجاههم.

النوع الثاني الذي سأخبركم عنه بعد كل هذه المقدمة الطويلة هو الذي حل طارئا على حياتي! كائن مغتاظ لا أفهم لماذا يلاحقني باسم مستعار وراء آخر، والمصيبة أنه يكرر كلامه وأخطاءه اللغوية ولا يفعل أكثر من تكرار كلامِه، ولكن أصبحت الآن لديهم حيلة عبقرية جديدة!

تجاوز الاستفزاز حده ووصل إلى ما حد التحرك الرسمي ولست بصدد نشر ذلك، والمُشتكى الذي لدي وصله ما أعاني منه مجموعة ظريفةتجمعت عبر السنين في حياتي مصابة بالغيظ من المجلود الرسمي لعُمان، فقدوا الدمية التي يغرسون فيها دبابيس السحر، ولذلك تحركوا، وبشكل غريب ومضحك، لذلك أقول معضلة ظريفة.

وبعد حياةٍ من المواجهات، بقي نوعان من البشر يضايقني في حياتي، الأول هم أذناب من كانوا أصدقاءً يبوحون لهم بما قد يضرني أو يضايقني ويحل هؤلاء على حياتي لإخافتي، وما هو الظريف في الموضوع؟ أنهم يلعبون دور جيمس بوند! وعدده لا يقل عن ستة أو سبعة، وأنا محظوظ لأنهم بهذه القلة!

المهووسة التي تؤلف حقائق من رأسها، والتي تكرهني منذ سنوات لموقف شخصي بيننا، والتي تلاحقني بحسابات متتالية في تويتر، والذي يقرب لأحد أصدقائي السابقين يكتب لي عن الحكاية نفسها، شكل ممل من أشكال المضايقة، والمضحك ثقتهم باسم مستعار يتواصل معهم ويقولون له الكثير، ما هذا الغباء؟

القرش، راعية البحر، صاحب دراجات الرمل، قريب المخدراتي، راعي العامرات، وصاحب حوادث الدهس، وغيرهم من الذين يعبرون عن كراهيتهم من أجل كراهيتهم، بذلت جهدا لأعرف بعضهم في الواقع وبعضهم لم أعبأ بهم، بل أستطيع أن أقول أنني أحب قراءة حنقهم فبه بعض الصحة ويفيدني أحيانا بإهدائي عيوبي.

ثم بدأت الطبّة الجديدة، فمعاوية الغبي لديه نقطة ضعف، مثَّل أنك جيمس بوند وتحدث معه بما تسولته من فتات الحكايات من أصحابه السابقين وواجهه بذلك في سناب شات أو برقم وافد ومن المؤكد أنه سيهاجم الحكومة، نعم نعم، هذا الشخص غبي جدا وهذه الطريقة التي يمكنك أن تزعجه بها. معضلة ظريفة!

تغير معاوية ووجد ما يشغله عن الصبر على تفوّهات الحانقين، حذف من حذفه وحظر من حظره، سبب ذلك ضيقا على أهل المعضلة الظريفة، المهووس الذي قال كلامه لي مئات المرات أصبح يلاحقني به باسم مستعار وراء آخر في تويتر، والذي حذفته من الواتساب لا يمل من استخراج الأرقام الجديدة! ظرافة حقيقية!

ضايقت هؤلاء بشدة عندما انعزلت عنهم، وأنا لدي أعداء كثيرون وعاديت وأذيت كثيرين بعضهم أبرياء، ولذلك تكون لدي حفنة من الكارهين المتحمسين الذين راق لهم أنني أتواصل معهم وأسمعهم وأناقشهم، توقفت عن ذلك ولذلك سببت انزعاجا لمحبي التقيؤ في رئة من يكرهونهم.

ولأن الموضوع سيكولوجي في المقام الأول، بدأ هؤلاء في الوقوع في حماقة قد تسبب لهم مشكلات كبيرة، أولا هم يرسلون من منصات يمكن تسجيلها ونسخ شاشاتها، ثانيا هم يلعبون على وتر كما لو كانوا موظفين رسميين، ويكتبون عن أشياء التقطوها من فتات الكلمات كأنهم العارف الخبير بالخفايا!

يفتح هؤلاء ملفاتٍ قديمة، ولا يغلبني أن أستدرج بعضهم لأوقعه في أزمة موجعة، ولذلك أكتب هذا الكلام معتذرا لهم، لقد اعتزلتكم لأنني أصبت بالقرف من نفسي وأنا أحاول مناقشة مبغض عنيد، إن لم يكرهني أنا سيحترف كراهية شخص آخر فهو يتغذى من كراهيته ويحب جبنَه وقبحه الداخلي ويبرره.

وكل كاتب في عمان أو شخص يعرفه المجتمع لديه اثنان أو ثلاثه في حياته من هذا النوع يسميهم البعض [نفسيّة] في حالتي لدي عشرات منهم، بعضهم يفوح مرَّة في الشهر وبعضهم لا يهدأ له بال حتى يتقيأ تقززه مني على سناب شات قبل أن ينام، يوميا! تخيل، يوميا ومنذ سنوات ولا يتعب!

وكما أنهيت شتائمي للحكومة، أو لرموز عمان، وبدأت مساري الجديد بهدوء، ضايقت هؤلاء عندما توقفت عن التواصل معهم وحذفتهم أجمعين في ليلة صمَّاء، ومنها بدأت هذه المعضلة الظريفة، هاج بعضهم، وغضب بعضهم، وبعضهم لم أسمع له حسا ولا خبرا، ولكن المقاربة ثبتت واستمرت، هناك من يدبر شيئا ما.

أكتب هذا الكلام على أمل أن يكف البعض عن التواصل معي، فهم مزعجون حقا، والطبّة الجديدة هي فتح ملفات مغلقة رسميا، لا أريد استدراج أحد ليتكلم أكثر من اللازم وبعدها أوقعه في شباك قضية، لا أريد أن أشكو بأحد إلا للشديد القوي، وقد حدث هذا الشديد القوي مؤخرا بكل معاني الشدة.

المكيدة التي تحدث لي الآن ليست رسمية، إنها شخصية، وهي ليست من طرف واحد بل من طرفين عنيدين يبحثان عن مدخل للأذى لأنني أذيتهما كثيرا في عدائنا وكان أذانا مشتركا، السبب الذي جعلني يا أصدقاء المعضلة الظريفة أنقطع عنكم هو لأنني لم أعد أجد وقتا لكم، فاعذروني لابتعادي، لدي خصوم غيركم.

لذلك يا أصدقاء المعضلة الظريفةوالله إنني أتفهم إنك تكرهني وتلاحقني لتخبرني بذلك مرارا وتكرارا، لا تكن غبيا وتلعب دور جيمس بوند، ولا تكن أحمق وتفتح مواضيع حسمت قانونيا وتظن أن لعبك دور الشخص الرسمي سيفزعني ويدفعني للهجوم على الحكومة، وبالتالي تعود لموالك القديم حصلت دلو تتقيأ فيه!

وآخر هذا الثريد المليء بالفضفضة، المشاكل التي في حياتي هي مشاكل الشخص الطبيعي، وأشعر بفارق هائل في المواجهات بين السابق وهؤلاء الخصوم الذين من المجتمع، مجالس الريجنسي يزورن الواتساب، وصديق مال الرمول يرسل في تويتر، كيف أعرف ذلك؟ لأنني غرست كل هذه الحكايات لدى شخص واحد فقط! فهمت؟

وهذا ما يحدث الآن، هذه مشاكلي المترفة كلها، حزازات تمور في أحشاء أصدقاء سابقين، أو مبغضين من باب التطوع، واحد عملت له بلوك، وآخر بيني مشكله مع أخيه أو ابن عمه، أو خصومة مع أبيه، أطمنك ليس لدي نية لمهاجمة الحكومة، ولا مهاجمتك، وحتى رفع قضية عليك، سأرسل لك إشاراتي عسى أن تفهم.

وخلصت الحكاية، في أقصى المدينة دائما رجل يسعى، ولا يعدم الناس أهل الخير ولا سيما مع إنسان حقا يحاول أن يعيش حياة هادئة، إنسان خرج من تجاربه قاسيا لا يعرف الرحمة، كيف يعرفُ خصمه؟ لأنه بذر حكاياته ويتذكر بذوره، ليس صعبا أن تعرف المصدر، وليس صعبا أن تتقصاه هذه عمان صغيرة ومتشابكة.

وخلصت السالفة، حدث واحد فقط في حياتي هو الخطير فعلا وحله سهل للغاية، وباقي هذه الترهات سببها ابتعادي عن الحانق الذي كنت أحتوي حنقه، وأضحك الآن، هل هذه مشكلات الحياة الطبيعية؟ والله إنه لنغص جميل وظريف ومضحك، معضلة الحياة هذه، يبغضك لأنك لست في مأساة، مضحك حقا!

أؤمن بأقدار الله ولم أكن لأعود لعمان إن لم أؤمن أن الأمة لو اجتمعت على أن تضرني بشيء لم يكتبه الله علي فلن تضرني. فالله خيرٌ حافظا وهو أرحم الراحمين، افعلوا ما شئتم، أعانكم الله على أمراضكم وشفاني الله من أمراضي، هذا ما أقوله لكم أجمعين دفعة واحدة، افرنقعوا لقد أصبتموني بالملل!

وهذه قصة المعضلة الظريفة من الألف للياء، إن شعرتَ أنك تمر بمعضلة شبيهة يؤسفني أن أقول لك أن عدد هؤلاء يزيد مع الزمن، وسواء فعلت خيرا أم فعلت شرا، عنادهم لا يتوقف ولا يهدأ له بال حتى يقول ما عنده رغما عن أذنك وأنفك، مساكين وسكاكين في وقت واحد وقد يستغلهم أحدهم ليؤذيك بالنيابة.

ومضحك للغاية عالم المكائد الشخصية هذا! أبعد كل تلك المواجهات والاضطرابات والنشاط شبه السياسي واستفزاز الدولة والحكومة أصبحت هذه مشكلة في حياتي؟ والله إن الحياة الطبيعية مضحكة بكل معاني الكلمة، معضلتها ظريفة جدا، وأبطالها مساكين، وحلولها الاعتزال وإكمال حياتك.

 

انتهى ..