بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 5 يوليو 2022

عيدٌ بلا كائنات صغيرة!

 






 

في كلِّ عيد، يداهمُ العينين ذلك المشهدُ المزعجُ لبقايا الذبائح وهو توضعُ بجانبِ الشارع. عيدٌ من البهجةِ والفرحة، وعلى الجانبِ الآخر هدايا جانبية من الإهمالِ في التخلص من البقايا، يتركُ رائحةً إضافيةً للعيد، تلك الرائحة المقيتة للبقايا المتحللة من الذبائح التي أخذ الإنسانُ حاجته منها، وترك ما زادَ. مع العيد تعود ذاكرتي إلى قصةٍ درسناها في المناهج الدراسية، عن المرأة الحريصة، التي ذبحت شاةً وطفقت تعدد وظيفة كل جزء فيها، حتى وصلت إلى القرن فحارت في استخدامه، وأصابها الهم نتيجة لذلك حتى تبادر إلى ذهنِها أن تستخدمها كشمَّاعةٍ تُعلِّق فيها حاجياتها.

قد يبدو الأمر عادياً، فكل ما يعيده الإنسان للطبيعة يتحلل ويتفكك، أما بالنسبة لنا، زوَّار أمكنةِ العيد، وزواياه، فالأمر لا يتعلق بالرائحة فحسب، أو بالمنظر الكريه. فالذبابُ يحملُ عدواه، يدخل إلى المنازل، ويتقيأ ما لديه من عصارات لكي يسحبها مجدداً مليئة بالمواد الغذائية التي يحتاج إليها، والدودُ، والبكتيريا، والكائنات الصغيرة تجد بغيتها. لا يتحلل اللحمُ إلا عن طريق هذه العملية البيولوجية المتكاملة، والتي خلال حدوثها تصبح بقايا الذبح مصدراً مزعجاً للعدوى، وللروائح، وقد يضر ذلك الحيوانات الأخرى، فالقطط تمشي في الطرقات، وقد تدخل بيتك، والفئران كذلك، وكل ما لا يمكنك أن تتصوره من تداخلٍ بين البيئة الخارجية، ومنزلك الذي تحافظ على نظافته بشتى الطرق والوسائل، حيث تطأ نعالك الأرض، تحمل معك بقايا عضويةٍ لكائن حي، بقايا لجحافل من البكتيريا، والتي قد يكون بعضها ضارَّ، وقد يكون بعضها قاتلا.

التخلص السليم من بقايا الذبائح في العيد جزء من الواجب الاجتماعي الذي أصبح الآن مُلزما على الآخرين، كثافة السكان، وتداخل الطبيعي بالمدني يجعل الأمر ملحا. والطريقة الأنسب للتخلص من بقايا الذبح في العيد هي وضعها في الحاويات المناسبة وترك ذلك للمختصين، دون تلويث للبيئة، أو المجازفة بحدوث عدوى بسبب الحشرات والنواقل الأخرى للأمراض.