بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 14 أغسطس 2022

من أيام الأيام في صلالة

 

 

 

صلالة! للمرة الثانية منطقيا، والأولى واقعيا. زرتُها 15 سنة، لم أكن وقتها في أريحيةٍ لأخرج وأتجول، أسكنُ في الفندق الذي استأجرته وزارة التراث والثقافة لفعاليات الملتقى الأدبي، أول الذكرات كانت جميلة، معبَّأة بالجوائز، وذاكرة الإنجاز الأدبي الذي يتبقى طعمه في الذاكرة طويلا، منها لم أعرف عن صلالة سوى ما أراه متناثرا في أرجاء الأخبار، الذين يذهبون لصلالة، لازمة عُمانية بامتياز، لم أكن من الذين يذهبون لصلالة لأنني وقتها كنت مشغولا في حياةٍ مختلفةٍ، مليئة بالقلق، مشحونة بالتعاسة، وفكرة أن أذهب لصلالة أو غيرها لم تكن مطروحة على الإطلاق، لا شيء كان يمكنه أن يريح النفس من تلك الأيام البلاء.

وصلت قبل أكثر من أسبوع، أم الآن أنا في الأسبوع الثاني؟ لا أعرف. لقد وقعتُ في غرام هذه المدينة الساحرة، الخضرة، الرذاذ، المطر، نفوس الناس الطيبة والكريمة، الأصدقاء، والتطواف في النقاشات الفكرية والأدبية والثقافية. حجزت تذكرة أولى بعد عدة أيام، لا أعلم ما الذي قيدني لكي أتجاهلها، حقائبي جاهزة وعندما وصل اتصال من صديق يسألني: أين أنت؟ تركت التذكرة وذهبت إليه. قضيت الوقت في التأمل، تلف حاسبي الآلي المحمول لكي يضعني في حياةٍ مع الحياة، ماذا يفعل الذين لا يكتبون طوال اليوم؟ هل هؤلاء هم [الذين يذهبون إلى صلالة؟] هل صرتُ منهم؟ الذين يعيشون؟ يقررون أخذ نزهة من الوقت في الوقت؟ ومن الأيام في الأيام؟ لا أريد العودة لمسقط، ولا الذهاب لمكان غير هذا، الذي ينتمي للظل، والسَمر، وما تبقى من بهجة الحياة في هذا الصهيد الحارق الذي اسمه الحياة.

 

معاوية