بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 20 أبريل 2024

النِّصابُ من الكتابة!


على مَضض، أكمل واجبَ التنفس. الجُمل صعبة، واللغة عصيَّة. أعقلنُ الذي يحدث مع علمي بأسبابِه. حياةٌ كاملةٌ تلك التي عشتُ في هذا التفاوت، بين المد والجزر، والجبال والوديان، والصعود والهبوط، وسهولة أن يحلَّ هذا الضيف المرُّ في أقرب انزلاقٍ نحو تلك الهاوية الاعتيادية!
الضيف الثقيل، يزور النفس مجدداً، ولم عساه ألا يزور! فقد تهيأت له أسبابه الكافية! في أجملِ الظروف، في أحسنها، وكل شيء على ما يرام، يزور هذا الضيف الظالم مجدداً، ببرود موظف التحصيل الذي يقطعُ الكهرباء عن عُرسٍ عابر في الحارة!

هل ألومُ نفسي على شيء؟ فعلت كل ما بوسعي للتغلب على هذه الثنائية القدرية، المكتوبة عليَّ! لا أداةَ أخرى لأفعلها! اتخذت كل الأسباب الممكنة لأتجنب هذا الضيف الذي حلَّ على رأسي مثل الكابوس! كُل شيء كان على ما يرام! ثمَّ احلولكَ التفكير، والسلوك! مزيد من العدم واليأس والافتتان المؤقت بنهاية كل شيء!

حسنا! يبدو أنني أكتب! هذا ما يظهر لي الآن على الشاشة، أعود إلى نصيبي الذي لم أمنحه نصابَه. كنت بخير! وأنا أكتب كل يوم، كنت بخير! ثم الآن هذا! الذي صرتُ أخجلُ حتى من ذكر صفته، أو اسمه، حلَّ على شيء، وجعل كل شيء قاتما!

استيقظت مبكرا! بدأت بالمقاومة. هذه خطوة حسنة. هذا الذي يحدث ليس خارجا عن المألوف، ولا عن المتوقع، هذه طبيعتي، هذا أنا، هذا ما أكون عليه، وهذا ما يجب أن أتقبله بصدر رحب. المد والجزر، الجزء الدائم الضمني، الحاضر دائما، واجب الغياب، قهري الحضور، ببرازخه المعبَّاة بالأسئلة!

من السخف أن أعيد طرحً سؤال [لماذا!] والأشد سخفا من ذلك، إعادة تداول موضوعات [ماذا]. هو الأمر كذلك، مد وجزر، قطبٌ عالٍ، وقطب موغلٌ في السوداوية، ليس ليلا، ليس نهارا، ليس فجرا، وليس ليلا، وقتٌ يموتُ، ونفسٌ تضطرب، والحمد لله على كل حال.

حسنا! إنني أكتب! هذا لعمري مؤشر حسن. لعل الذي يحدث الآن أجمل من الدافع للكتابة، لعلها نهاية موسم طفيف عابر، لعل الضيف الثقيل يرحل عن النفس، ولعل النداء للشفاء، وللتعافي من الكدر قد بدأ! إنني أكتب! إن لم تكن العافية في الكتابة فأين عساها أن تكون في هذه الحياة المضنية!

كُل شيء على ما يرام، أنت فقط لا تشعر بذلك! يكفي أن تقتنع منطقيا بأنَّ كل شيء على ما يرام، حتى وإن فقدت بوصلتك للآمال. كل شيء على ما يرام، والحياة تسير كما تفعل دائما، بكامل بهائها المعقد، وبساطتها اليومية.

هذا الوقت سيمضي!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.