بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 21 أبريل 2024

 المعضلة الحقيقية في الاكتئاب، هي تلك الأفكار التي تخرب طمأنينتك في هذه الحياة. تلك العدمية "الصواب" والتي هي في الوقت نفسه خطأ.

نعم، كلنا نعيش وسنموت، هذه حقيقة حتمية، صواب عدمي، لكن هذا لا يعني أن هذه الحقيقة مهمة في الحياة، الآمال ضرورية لجعل الحياة ذات معنى، والطموح والسعي للنجاح وللكسب كلها مشاعر ضرورية. ماذا يقول لك الاكتئاب؟ يقول لك كلام غريب، عدمي، يقنعك إنك إما ما تستحق، أو إنه الحياة ما تستحق هذا التعب، ويدخل بشكل سام في أفكارك، ويشتتك، ويجعل كل شيء يتعفن ويذوي. تطول فترة الاكتئاب، تطول فترة هذا التفكير، وتأخذ سنوات للتصدي إلى سلوكيات كثيرة نشأت وتكونت داخل الذهن المكتئب حتى كادت أن تكون طبيعة ثانية. معضلة الاكتئاب أنه ليس شعورا بالحزن في حد ذاته، إنه مادة كاوية، حمض يأكل تلك الزهور الفكرية الجميلة المتعلقة بالأمل والطموح في الحياة. أوسخ ما في الاكتئاب هو التفكير المستمر بالموت، والشلل التام أمام التزامات الحياة، وطبعا لو ضفنا عامل السهر، وقلة العلاقات الاجتماعية، والعزلة، حصل الاكتئاب على كل الحوافز التي تجعله يتحول إلى حقائق متتالية، مليئة بالبوار، وفقدان للشعور بجماليات كثيرة في هذه الحياة! نعم، قد يكون الاكتئاب "فترة وتعدي" .. لكن قبل لا تعدي هذي الفترة عليك الانتباه التام إلى ما أخذته من أفكار من تلك الفترة، بعد كل حالة اكتئاب يجب أن تقوم بحالة تطهير تام لكل تلك المخلفات الدبقة، واللزجة، والكاوية، وبقايا الاحتراق والرماد. خسرت أسبوعين أو ثلاثة من حياتك، وربما أكثر، إنقاذ تفكيرك من الاكتئاب أهم بكثير من إنقاذ التزاماتك في الحياة التي قد تكون أخللت ببعضها!


كل يوم تتجلى لي القيمة المُضافة للكتابة في تويتر، غير تلك القيمة الدوبامينية السريعة. هذه الأفكار المتناثرة تضع على طاولة التخطيط مجموعة من المُقلقات الصغيرة، وهذه تتراكم، ومع الوقت تتحول إلى تلك الحالة من الشلل السلوكي الذي يعيد طرح الأسئلة حول الخطط والتنفيذ. حتى هذه اللحظة! لم أتخذ قراري الحاسم تجاه مدرسة التمرين التي سوف أتبعها، ولم أتخذ قراري الحاسم تجاه الهدف. وجود المدرب جنبني أخطاء الحديد الشائعة، ووجود أخصائية التغذية ساعدني، ثم جاء رمضان، وتعقد كل شيء. رمضان القادم أعرف قراري مسبقا، سيكون شهر تنشيف منخفض الكربوهيدرات، منخفض النشاط البدني، بسيط جدا، لا حديد، تنس طاولة في حدود المعقول [كما آمل]. مستوى الالتزام لم يكن سيئا، وحققت الحد الأدنى من جلسات التمرين، ولكن حتى هذه اللحظة القرار غائب، والنتيجة اللجوء إلى المكملات، وهذه لها ما لها وعليها ما عليها، ونعود لأسئلة القرار والاختيار والمسار. اليوم ستكون جلسة التمرين في بداية الشهر الثالث بعد دخول صالة الحديد، النية أن يكون تمرينا بدون مسحوق ما قبل التمرين [لم أجد ترجمة جيدة بعد لكلمة (Pre workout) يا إلهي! لماذا أشعر وكأنني منقطع لمدة شهر كامل! لحظة! صح! المفروض إني ماشي على الجلسات والحد الأدنى! ليش أتعامل مع الموقف كأنني توقفت شهر! الظاهر إنه الشعور العام بالهبوط، والمزاج المتدني بعده جالس يُثقل التفكير بحتميته المخادعة! كل شيء يمضي على ما يرام، لا يوجد شيء يستدعي هذا الشعور بالذعر! إنها مجرد فكرة ثقيلة، وستزول ..


خيارات، ومسارات، ومقاربات، وتجارب! هذا هو مختصر الوضع الحالي! ملاحظة ذهنية داخلية: لقد صرت تستطيع أن تكتب، هذا مؤشر جيد للغاية، مع الكتابة يأتي الفهم، وبالقليل من التحليل والإحاطة بالتفاصيل تأتي الحلول. أين المعضلة الحالية؟ التساؤل الحديدي المُر: هل أفعل ما ينفع أم ما يُمتع؟ الحديد نافع، لكنه ليس مثل تنس الطاولة، تأثيره واضح، وصارم. هذا تساؤل سلوكي رقم 1، النسبة والتناسب بين الحديد وتنس الطاولة حسب المتيسر من الوقت الضيق من الأساس! بعد هذا التساؤل، الكيفية! أيهما؟ حديد، مع المكملات، والنمو العضلي، والتقوية؟ أم تدريب الجسد على المدرسة البطيئة! الصواب يقول تدريب الجسد على المدرسة البطيئة فهذا الذي ينفع الصحة، والصواب الآخر يقول بناء عضلي فهذا الذي يدفع للاستمرارية! ثمة منطقة رمادية خفية هُنا، وهي التي تسبب لي كل هذا القلق والشعور بجسامة الموقف! تنس الطاولة، أمُّ المتعة، ولكن حسب أي مقاربة؟ جلسة ست ساعات، أصلها باستشفاء تام؟ أم مشوار ساعتين بالكثير ومن ثم العودة للمنزل! رياضة مع مسحوق ما قبل التمرين [لم أجد ترجمة جيدة لــ pre workout] بعد. ما الذي قادَ لهذا الاكتئاب؟ الأسباب معروفة، لخبطة النوم، ثم لخبطة النوم، ثم لخبطة النوم، ثم لخبطة النوم، وحتى تقوم الساعة، ومع أن النوم ضمن رحلة ماريو التغييرية رقم 4، لكن الظاهر أن الرحلات تتداخل ما بينها، الرحلة رقم 3 تعاني الآن من الاحتياج لبدء الرحلة رقم 4، ولكن هل هذا ممكن أم سيكون مقلقا بشدة! الأشياء الجيدة حتى الآن في الرحلة رقم 3: - تم كسر فكرة [الذهاب لصالة الحديد] بشكل تام، أصبحت جزءا من الأدوات الجسدية التي أمارسها، دون الشعور بأنني جديد. - النتائج ظهرت، تحسن في آلام الظهر، وتكون عضلي لا بأس به. - الالتزام لم يعد مشكلة، عدم الذهاب للصالة أصبح هو المشكلة، وهذا معناه اكتمال الغرس، وبداية تكون الجذور. - تمرين الحديد فتح ملامح رحلة التغيير رقم 4، والتي من ضمنها النوم، والقهوة، والتغذية! - ارتفاع واضح جدا في مستوى تنس الطاولة، ولكن موضوع "الوزن" لم يتم حله بشكل واضح، ويحتاج إلى قرار واضح المعالم. أين حيرتك يا ماريو؟ 1- هل أدخل مرحلة تنشيف؟ وبالتالي أتقبل نزول مستوى التمرين، وقلة ساعاته، والتركيز على تدريب الجسد على الاستشفاء الطبيعي؟ 2- هل أعتبر تنس الطاولة [جزء من المساء] وليست أمسية متكاملة؟ 3- كثير الحديد قليل التنس، وكثير التنس قليل الحديد، هذه قاعدة تعلمتها بالتجربة، فكيف أوازن بين الأمرين! ما زلت تتعامل مع الرياضة بقلق شديد، الجيد في المسألة أنك صرت تقلق تجاه الخطة بشكل عام، "انزحطت" في الحدية أثناء رمضان، وعدت للتمرين لساعات مهولة، وهذا غير مفيد، وغير نافع، ويزيد الوزن، وبشكل عام لا يرفع المستوى، ويضيع الوقت، وهذا الأهم، يضيع الوقت! الجيد هو إنك الآن صرت تنتبه إلى هذا الضياع، وتحاول إيجاد خطة للاستفادة من طاقتك، المتعب هو إنه الخطط عرضة للتغير وللزوال، ونعود إلى أسِّ الأشياء المهمة: "النوم"! الحديد غرس أشياء كثيرة دون أن أنتبه لها! نعم لقد فعل ذلك، والآن فقط وأنا أكتب أكتشف التكامل في هذا الموضوع. لقد غير أشياء كثيرة في وقت قليل. حسنا! أكمل التأمل في التغريدة القادمة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.