هل تعرف ما هو النصر الكبير؟ أن تُحافظ على استقلالك الذهني، لعلك تظن إنك تفعل خيرا بنفسك عندما تسير في درب البطولة والممانعة كمعارض أو التطبيل والتضحية من أجل الحكومة كموالي، تظن إنك انتصرت للشعب أو للنظام، وفي الحقيقة كلها خسارات، كلها تسليم أنك صرت رهن الجمعي، وأنك لم تعد حرا.
ما قايم أطلق أحكام على اللي مسوي نفسه [أبو الشباب] اللي يهدي الشعب ضد الحكومة، في زماني كانت أخطائي أقبح من أن تُقارن بهذا البرجماتي المتذاكي. ولكن تراه كل حد عارفنك! على الأقل كون صريح مع نفسك وقول: أختار الحكومة ظالمة أو مظلومة! والله كذا حتى خصمك يحترمك ويقدر خيارك! ويتفهمه.
جالس تحوم حول الآراء وأصحابها، تنتظر الزلَّة! بالله عليك هذي حياة! والغم إنك تختارها بإرادتك ما مجبور عليها! عامل نفسك زعيم الحزب الوطني، ومتأهب للفتك بمن يتكهرب منه الموالون! مالك تو؟ ما قادر تفهم إنه حقك في موالاة الحكومة يشبه حقك في ممانعتها!
تستغرب بعده إنه الناس تستملغك؟
أجيبها من الآخر؟ بعض الأشياء ما مهمتك! ما دورك ولا واجبك أنت اخترت ذلك بنفسك، تظن نفسك مهم صح؟ وتظن نفسك مؤثر؟ تراه حالك ما يختلف عن المُعارض المتشنج اللي منصب نفسه حكم الوطني وغير الوطني، عادي يلغي أي وسطي لو ما كان معه وبالنسبة له خساراته لازم الجميع يدفعها معه. لا فرق بينكما!
حالك مقزز تعرف ليش؟ لأنه تزلفك للحكومة أهم من الوطن وأحداثه، وعشان تفهمني، ما أطلب منك تكون معارض ولا ممانع مع إني ما أؤمن بهذي التصنيفات، هُناك من ظُلم، أبسط شيء إنك ما تُلغي حقه في أن يصرخ إنه ظلم.
جالس تخسر الكثير وتقدم نفسك أضحية لمن ينظر لك كورقة تُحرق في أي لحظة!
خسارتك!
وويش أكبر مشاكلك؟ إنك تضع نفسك في المطلقات الكبيرة، شاحط عُمرك [بالوطن!] .. تنادي بالعقوبة كأنك صاحب القرار، تنادي بالضرب من يد من حديد وأنت لو أطلقت رصاصة على سنجاب تبول في وزارك! .. مشكلتك إنك ظاهرة كرتونية، ما تختلف عن ثوار الاسم المستعار وجنود البلوك المجندة!
وتعرف شيء، أميل عاطفيا للمانع، لأنه على الأقل يدافع عن مظلوم أو يقف في وجه ظالم، أنت موه وضعك؟ طبّال! كل همك تتزلف حالك حال الكلب يلحس نعال سيده! هذي حقيقتك، لا همك وطن ولا صالح عام ولا همّك رخاء ولا سلام ولا حرية ولا عدل بلاد، تلمّع نعال الطغيان بلسانك.
حشرة!
ونعم، العاقل أحيانا يتجنب مواجهة الحكومة أو [النظام] كما تقول الكلمة الدارجة، لكنك طبال متزلف حقير وسخ جزمة، لو شخص اعترض على وزارة الزراعة ممكن تتهمة إنه متآمر على الوطن!
ليش كذاك يا أستاذنا!
لأنه يحرجك كل من يثبت لك إنك متناقض يكذب على نفسه!
المشكلة إنك مهزوز، الكراهية التي كيلت لك تعفّنت حتى جعلتك تندم على ما "فعلتك" .. ما قادر تتراجع، خايف شماتة أهل المنطق والحياد فيك، لازم تعمل فيها بلطجي ليش؟ لأنك سيف الدولة المتناقض، تدور أي مدخل عشان إما تكون بلطجي أو مدّاح، عنجهي جزمة ما عارف حال نفسه وناسي إنه من الناس!
ومن يغيظك أكثر شيء؟ الجزمة اللي مثلك، اللي قضية الوطن والحقوق بالنسبة له مدخل للتنمر، تراه ما شيء فرق بينكم، والحمد لله إنكم تنشغلوا ببعض لعل هذا يجعلكم تتركوا الناس في حالها!
تحسبون كل صيحة عليكم، هذاك يقول أنت خائن لحقوق الوطن، وأنت تقول أنت خائن لحقوق الوطن!
سبالات!
وتعرف ويش حالتك يا طبَّال؟ حالتك إنه اللي ما يمدح الحكومة ناقص وقليل شكر، واللي يمدحها منافس لك وتحسده، واللي يذمها عدوك لأنه حاقد، بينما أنت الجزمة في كل المعادلات، متزلف ناقص حقير ما عارف حتى تمدح الحكومة في الشيء الصح، تبرر لها الغلط، تخترع لها العذر بدون ما حد يطلب منك ذلك!
ولأنك جزمة ما قادر تفهم إنه الحكومة نفسها فيها أصوات متجادلة، يعني ما قادر تفهم إنها آلة وأنت تعاملها كشخص، مستعد تحط نفسك في أكثر موقف محرج في العالم عشان تبرر خطأ، حجتك الامتنان المزيف وإنك إنسان أصيل يذكر المعروف لكنك جزمة وأنت عارف إنك جزمة متزلف متناقض بلا منطق ولا منطلق.
والناس تكرهك، وأنت تكره نفسك لكنك تظن إنك تخدم مصالحك، مع إنه مصالحك يا غبي في إنك تكون ناصح أمين لكنك ترفض ذلك، معك إصرار على تغطية نقصك الذهني بعنجهية القوة، قوة ما في يدك، قوة ضدك أصلا، لكنك تظن نفسك استثناء، عايش العبط حتى تحترق من الداخل وتُصبح قصة حسرة متحركة!
جزمة غبية!
وأنت جزمة، جالس تنتظر إشارة صغيرة بس عشان تشتعل بردة فعل فوق وجودك وطاقتك وقدرتك الذهنية، تعرف ليش؟ لأنه سهل تكون منحاز ومتجني، سهل جدا تكون جزمة، سهل جدا جدا تكون سبال مستعبط تُدين شخص بتأويلات بس عشان الإشارة وصلتك عشان تنطلق حالك حال الكلب الخارج من قفصه.
وتعرف شيء، مع إني أستخف بثوار الاسم المستعار، وأستسخف جماعة شرطة المثاليات، لكني أحتقرك، لأنك جزمة هم إن كانوا سبلان ملأى بالسذاجة، أنت وضيع متعفن بالحقارة، جبان، مرتكس، منهزم، متناقض، مزيف، لا وطن ولا شعب يهمك، همك لحظة الكلاب التي تشبهك عندما تحيط بخصم اللحظة وعبرة الوقت.
ولتعلم شيئا، أنا البغيض، الذي يمتعظ مني آلاف، الذي يعايرني بأخطائي كل نخبوي وثوري ومنتمي للثقافة؟ تخيل هذا الشخص الخطّا المليء بالخطايا؟ هذا الشخص يحتقرك، يتقزز منك، يمقتك، وأنت ومن هو مثلك يُشعره أنه بخير وأنه يفعل الشيء الصواب، فمثلك كراهيته واجب، واحتقاره حق، والتقزز منه منطق!
وختاما، أنت تعلم نفسك، تعلم تناقضك، تعلم إنك لا تنتمي للمنطق، وإنك إما منساق، أو تكذب على نفسك، إما غبي أو نذل، تعرف جيدا إنك وباء هذا الكوكب، قملة، وجزمة، ووضيع، تحب من يشبهك من جزم ومن سبالات، وتتمنى أن يكون الجميع مثلك ناقصا، وأنانيا، وطماعا، ومتناقضا ومزيفا، وقذرا.
تفو عليك!