هل تعرفون ما الذي يدهشني؟ التناقض الفج! اسم مستعار شاحط نفسه! كائن صامت وطنه الهامش وأحلام اليقظة بالفلات والبُعد يحاكِم ويحاسب الآخر باسم الوطن والدين والفلسفة والحياة. متشدق بالسلام والعدالة يصرخ [أنادي بإيقاع أكبر عقوبة ممكنة] .. حاسد لا يجيد الكتابة، وحاقد أعماه الغل.أشباح! يكتب كأنه حقيقي، ويناقش كأنه حقيقي، ينحت اليأس كل ما يتعلق به، سقيمٌ بالتصورات ورافض لكل أشكال التعايش مع الحياة ولكنه يطالب بالثورة على الواقع من قبل من؟من قبل غيره، أما هو فهو في حالته الشبحية يتجرع أعذاره ومبرراته التي منعته أن يحاول وشجعته أن يدفع غيره لذلك!وما هو الصادم؟ كل هؤلاء الذين يتأثرون ويتتبعون الإشارات من الأشباح! ذلك الهياج الجماعي الذي يُخرج المرء من ثباتِه إلى الحالات الجمعية المنتشية بالشعور بالصواب. دائرة تتكرر، من لم يقترب من الأحداث بما يكفي إلا بالتصورات يأتي بالعجائب، يصادر جزافا كل ما خاف أن يفعله!وما هو المحزن؟ هذا الذي يمسك لواء المعلومة والحقيقة وينتظر أبسط فرصة لينطلق للفتك بغيره، باسم الجمعي، والوطني، والثوري، والعقديّ. حاجتُه بدء الزخم لا أكثر وبعدها إلى انطلاقه الكبير، صراع الشخصيات الذي فشل أن يتحول إلى نقاش، أحكام وراء أحكام، والكيد سيد الموقف!وما هو الصعب؟ أن تكون مررت بكل هذه الأخطاء لكنك تقفُ حائرا! تتساءل ما الذي أزاحك عنها وما الذي دفع غيرك لها؟ أن المنطق معلوم من قبل الجميع لكنه يعطل مؤقتا، أن التوقعات تخيب بخيرها وشرها في الأشخاص، وأن النفس اللوامة لا تمنع النفس الأمارة بالسوء. وأن الحزن أجمل الاحتمالات الممكنة!وما هو المخيّب؟ أن المواجهة تحدث في المكان الخطأ، وأن العدو الحقيقي بعيد عن متناول الجميع، وأن السيف سبق العذل، وذهب كُّل إلى مأساته راضيا بها. هذه الحياة ليست خيبة أمل، إنها خيبة لا أكثر أما الأمل فهو الوهم الحميد الذي يجعلك تتحمل كل هذا الحزن لعل لحظة سعادة تكسره لغمضة عين!وما هو المستحيل؟ الحياة بدون هذه الخيبات، المستحيل هو السلام بين البشر، فما السلام إلى استراحة بين حربين، المستحيل هو العدالة، فالبشر يرفضون تقاسم الجوع، المستحيل هو أن تكون على صواب أنت وخصمك معا. المستحيل هو الطبيعي، والطبيعي هو المستحيل! انتهى