بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 11 يونيو 2024

العالم رقمي حتى يثبت العكس!


هذه هي الحقيقة البديهية التي أصبحنا نعيشها رغماً عنَّا. من هذا الذي يتذكرُ الزمانَ الذي كان عليك فيه أن تذهب إلى البنك فقط لك تعرف المبلغ المتوفر في حسابك؟
من هذا الذي يذكرُ وقوفك في طابور يأخذ ساعتين لتدفع فاتورة الكهرباء؟ ومن هذا الذي يستعيدُ تلك الأيام التي أصبحت الهواتف فيها تدعم رسالة نصية؟

كيف تشرح لإنسان ولد في عصر الواتساب عن التكلفة المالية الهائلة التي كان عليك أن تعيشها كطالب فقط لكي تتواصل مع أصدقائك! وكيف الاتصال كان يجب أن يكون أقل عن دقيقة، وأنك توفر آخر الرسائل لكي تشكل خط استدانة مستمرة من الأصدقاء الذين يحولون لك رصيدا!
رصيد ريال، مائة رسالة!
والآن؟ ترسل بالطول والعرض، وكل همك هو مراعاة البيانات. مئات الرسائل، وترفع الفيديو، ولديك عالم رقمي بالطول والعرض، وشركات تتنافس ما بينها.
ونحن!
الجيل الذي كان يفرغ رسائل [الهوتميل] لأن السعة قد انتهت. الجيل الذي أصيب بدهشة [واحد جيجا بايت] في إيميل جوجل. الجيل الذي كان يعيش جدالات حول شاشات اللمس أو أزرار [النوكيا] التي كان يطبع فيها وهو مغمض العينين.

كل شيء رقمي الآن، ومرتبط بالهاتف والتطبيقات، في وقت سابق لم يكن يمكنك أن تعيش دون [إيميل] الآن لا يمكنك أن تعيش دون هاتف ذكي، وماذا سيحدث في عصر الذكاء الصناعي؟ لا أحد يعلم. لعلنا مقبلون على عصر نتحاور فيه مع الذكاء الصناعي لإنهاء إجراءاتنا في شركات الكهرباء والهواتف بل وربما البنوك.

تعود بي الذاكرة إلى سنوات سابقة عندما كانت الإنترنت تعامل باستهزاء من قبل بعض الكتاب، وتفانى عشاق الكتاب الورقي في تبخيس العالم الرقمي واعتباره مجرد نزوة وستزول، وتبنت مؤسسات الإعلام نظرة عنجهية تجاه الإنترنت، وجاء كل ما في العالم ليثبت العكس، ليثبت أنَّ العالم رقمي حتى يثبت العكس، ربما حتى تقوم الحرب العالمية الثالثة وتقطع الكابلات الضوئية، ونعيش بعض الوقت شيئا من زماننا السابق الذين نشأنا وترعرعنا فيه!