بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 5 أغسطس 2016

ميثاق الضياع


كتبت هذه القصيدة في زنزانة انفرادية


مُتْ حيث شئتَ وجدْ بنفسِك ضائعا
وابكِ الذين يرون حزنَك رائعا

سافرتَ ملءَ الرملِ تطلب سرَّه
وشققتَ في الصحراء نهراً نابعا

غنّيت بالكلمات آخيتَ الصدى
وشربتَ ماء الشعر خمراً نافعا

يا راهب النسيان هل أنت الذي
سئم الحياةَ وكان قلباً يافعا

حطّمتَ أسوارَ الحديقةِ غاضباً
ونسيت باباً في الحديقة واسعا

هشّمتَ قنديلاً بليل دامسٍ
وغرستَ سيفاً في البصيرة قاطعا

وغفوت في بئر الظلام تمدّه
من ماء روحكَ يا شقي مدامعا

جفّت دموع الليل في أحداقها
فبكيْت شمعاً سال نوراً ساطعا

وتركت أسئلة البقاء يتيمة
لتعيش باقي العمر شوقاً موجعا

القلبُ قد سئم الورودَ وعطرَها
وغدا الرحيق العذب سمّاً ناقعا
والروح أرهقها ضياعُ مسافرٍ

يرثي مع الصحراء نجماً لامعا

العمر والأصحاب أمسٌ محزنٌ
والقادم المرجو مات مقطّعا

وغدٌ كنصل السيف سوف تعيشه
كمداً وحزناً حسرةً ومواجِعا

ناداك وحيُ الشعر ثم أجبته
لبيك إني قد أتيتك طائعا

ستعيش أسئلة البداية أمةً
وتضيع دهراً ثم تقفل راجعا

الشعر موتٌ والحياة قصيدةٌ
والشاعر الضِّليل غاب ليرجعا

متْ حيث شئتَ وجد بدمعك ضاحكاً
فالحزن والصحراء أجمل مصرعا

معاوية الرواحي
إبريل  2015