بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 26 مايو 2021

من ذاكرة الأزمة العُمانية ..

 موضوع اليوم في عُمان هو التخريب والشغب! بين جموع المسالمين تظهر فئة قليلة تحاول تصعيد المواجهة، هذا ما يحدث في الميدان وفي أي ميدان، يختلط الصالح بالطالح ويكون ما يحدث باسم الجميع ويدفعُ ثمن السيئة الحسن.

 الذين في الميدان يرفضون ذلك، ولكن ماذا عن الذين خارجه؟
وجد الذي ألقمته الحقائق حجرا فرصة ثمينة الآن ليدسَ تشنجه باسم الهدوء، ونعم هو يسمي هؤلاء بالمندسين، وقد يكونوا هكذا أو قد يكونوا مجموعة من المتهورين الذين يستخدمون العنف، كل شيء متوقع من النفس البشرية، ولكن هل المتشنج يدين التخريب لأنه ضد التخريب؟ طبعا كلا، لديه سبب آخر
المتشنج الآن يحمل قميص عثمان الجديد، فالتخريب يسمح له بالدعوة إلى الحلول العنيفة للمظاهرات، المخرب يريد رفع المواجهة، ويتمنى أن يراها تنتهي للدماء والعنف، والمتشنج أصبح لديه عذر كبير ليهدد الناس، ومن في الشارع، ويمهد لموضوع أن ما حدث دفاع عن النفس. واليوم هو يوم المتشنجين.
تحرك الناس بسرعة لإدانة التخريب، والمتظاهرون أنفسهم [أصحاب الحق] أدانوه، فمن هذا الذي يتسرب إلى مظاهرة عامَّة ويفعل ذلك؟ وواجب من حمايتهم؟ إن لم يتم تقبل هذه المظاهرات واعتبارها سلمية وسُمح لمن فيها بتنظيم صفوفهم واستخراج المندس، فإن المشهد الفوضوي سيسمح لأي شخص بأن يندس ويخرب!
أزمة ولا توجد حلول بدون خسائر، تهييج الناس ضد الجميع بحجة أن الجميع مخرب هذا ظلم للكل بسبب البعض، وكذلك اتخاذ التخريب عذرا للحلول العنيفة هذا سيقود لردة فعل وربما غضب شعبي عارم إن سقطت دماء أو حدثت وفيات؟ ما الحل في مثل هذه الأزمات؟ أقرب الحلول هو ترك المتظاهرين لتنظيف صفوفهم.
وماذا يقول ميزان الربح والخسارة؟ الحكومة معروف ما الذي تريده، لا تريد الناس في الشارع وتريد كل واحد يرجع بيته، ماذا يريد المعتصمون والمتظاهرون؟ يريدون حقهم في الاعتصام السلمي والتظاهر بسلام، ماذا يريد المخربون؟ يريدون الدنيا تولع، كيف تتخلص من المخربين؟ الميدان يفعل ذلك لا غير!
هُنا تبدأ المسؤولية الظرفية على المعتصمين في الميدان، تنظيم صفوفهم وحمايتها من البلطجي أو المندس أو ربما الشخص العنيف الذي جاء للمكان ليمارس العنف ولا علاقة له بقضية بطالة أو خبز، وهذا طبعا ما لا تريده الحكومة مطلقا، لأنه يعني المزيد من الاعتراف بالتظاهر، وربما المزيد من الناس.
فما هو أقرب الحلول الآن؟ هناك استعجال من قبل المؤمنين بالقوة الغاشمة لشيطنة أحادث التخريب ونسبها إلى الأغلبية، وانقسمت صفوف الناس في تأييد الأحداث، ونجحت مقاربة تفتيت الزخم في تخفيف الدعم المعنوي للمتظاهرين، الجدال الآن أصبح جدال الوسيلة، أما الحدث فهو يتفاعل بنفسه في ميدانه.
فلتتذكر الحكومة ما حدث لعمان 2011، من ليس له علاقة بالتظاهر أصبح له علاقة وتحولنا إلى خطاب شبه ثوري مباشرة بعد حادثة إطلاق الرصاص، هناك عنف من الطرفين يتربص بالآخر، من يندس في مظاهرات البطالة، ومن يؤمن بالرد العنيف، دخلنا في حالة مقلقة من الأزمة العُمانية. ولكن توجد حلول.
الحل هو المزيد من الناس، في عام 2011 توقف التخريب عندما نزل الناس من الولاية لحماية ولايتهم، وأخذ الاعتصام طابعا منظما بلا عنف ولا تخريب. إن تركت الحكومة تنظيم المشهد الداخلي في الميدان للمتظاهرين، وخف التوتر، سينزل العقلاء من المدينة لترتيب المكان ورصد المخربين، وإيقافهم.
المخرب لماذا يدخل في مظاهرة سلمية؟ لأنه وجد غطاءً، وما دامَ الجو في الشارع قلقا ومليئا بالتربص فهو أكثر من يتمنى حدوث العنف والمواجهات، إن استمر القلق واستمر خوف الناس في الولاية من النزول لحماية ولايتهم سيظهر عدد أكبر من المخربين، لا حل آخر، المزيد من الناس يعني مزيدا من الهدوء.
من الذي يستطيع التصرف الآن؟ من جهة الحكومة تخفيف الضغط على مواقع الاعتصام، وبعد دخول عقلاء الولاية في صفوف أبنائهم سينحل موضوع التخريب والعنف، أما إن كان البعض يريد هذا التخريب كعذر أو شماعة، فمزيد من الناس سينزلون الميدان ولكن هذه المرة بغضب لا بتعقل.
وهُنا عاد نأتي للقرارات التي ستصدر من الميدان ولكن على الجانب الحكومي، وأتمنى ألا يحدث ذلك، القلوب غاضبة والنفوس ساخنة، الذي يستطيع أن يهدئ الوضع هم فقط أهل الولاية لا غير، هذه ولايتهم وهم أدرى بها وأولى بحماية أبنائهم. التفريق بالقوة سيقود إلى مشكلة وربما غضب في ولايات أخرى.
شن الدعاية أن ما يحدث في صحار تخريب وفوضى هو ما سيؤدي إلى خروج المزيد من الناس، وسيخرجون بغضب، وحتى الذي تردد سيخرج إن شاهد أن حراكه الذي يؤمن أنه لحق يتم تشويهه بهذا الشكل، قبل أي سبب دنيوي للخروج، كل إنسان يعلم القيمة المعنوية العالية لهذا التظاهر السلمي، فلا تشيطنوا الجميع!
المخرب يريد الدمار، لا يهمه إن أدى ذلك إلى قتل شرطي أو متظاهر، وفي هذا الوقت يتعذر تنظيم ميدان الاعتصام والتظاهر من قبل الشرطة؟ فمن ينظمه؟ وماذا ينظمه؟ المزيد من الناس ستنزل لو حدث عنف، والمزيد ستنزل لو لم يحدث عُنف، هل تختار نزولهم غاضبين موتورين؟ أم خائفين على أبنائهم؟