عُدت إلى حيث بدأت! ألا تفعل الحياة ذلك بالجميع؟ تُصاب
بعد أن تعيش ــ ما قد يكون نصف عُمرك ــ بتيّار من الأسئلة المنطقية يلحق به طوفان
من الإجابات الصافية، لقد اختلفَ العُمر الذي كنت أزور فيه هذا الدفتر خاليا من
الإجابات، لقد أصبحت كثيرةً ووفيرةً، إنها مرحلة البحث عن سؤالٍ، أي سؤال عن الغد
لعل به شبه حُلم أو بعض أمنية.
الواقعُ ينهارُ، والذين توقعوا انهياره يعيشون في دهشة
حدوث توقعاتهم، لقد سقط الحجر من السماء فاندهش الطائر؟ أي عجب نعيشه في هذا
الزمان! ولماذا ألوم الزمان أليس العجب من صفات هذا الكوكب البشري منذ الأزل؟ ليس
لدي ما أحلم به، لقد انطفأت أحلامي منذ أن أيقنت أن الحب لا يكفي، وأن اللغة ليست
أكثر من بقايا الظل، أن شمس المعنى كشمس السماء تُشرق وتغرب وأن الظلام يحلُّ مكان
النور، لا أحلام في هذا المكان إنها لحظة الصدام مع الحقيقة، إنها لحظة الواقع.
كيف تعبر عن إحباطك في مائة كلمة؟ هذا ما كان يجب أن
أعنون به هذه التدوينة [الجديدة/ القديمة]. يحدثُ ما حدث من قبل ولكن هذه المرَّة لم
أعد أصدق أحدا، إنها طريقة الحياة في إخبارك أنك ستبقى دائما وأبداً ذرّة رمل في
شاطئ كبير، ذرة تحلم أن تغرق في البحر وأن تبحر على الأقل، أن تشعر بوهم الحركة
حتى وإن قادها ذلك للقاع المظلم. هذه أحلامي، ذرة رمل تحلم بالغرق!
معاوية/مسقط 2021