بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 12 مايو 2020

قصيدة: الاستغاثة


إلى جلالة السلطان: هيثم بن طارق



يا أيها السلطان ضاق فؤادي
والله لا يرضى بظلم عِبادِ
قد كنت أسري في حياتي هائما
أملي القصائدُ وهي كلُّ عتادي
وأصارع الوجدان إن خيالَه
أودى بعمري في جحيم عنادي
وأعيشُّ في ظلِّي بغير غضاضةٍ
في جمرِ أحزاني ونارِ سهادي
فإذا بجندٍ مهالكٍ مع صاحبٍ
ظلموا مع الشيطانِ قلبي الشادي
فتحولت أيام عمري من هدى
نحو المكائدِ طائعا جلّادي
ومضيت في درب مرير وزرُه
هتك الضمير بخنجر وزنادِ
حتى يئست فقلت قولا فاحشا
في حق نفسي ثم حقّ بلادي
ومضت مع الأيام لعبة كائدٍ
قلب الحقائق كي يحوز قيادي
هزم الفؤاد وظن في أهوائه
أني خسرتُ تعقلي ورشادي
أعطيته وجها، وعشت بآخرٍ
بئس الصديق وبئس بئس النادي
حتى انتهى سعيي بقلب متاهةٍ
في بلدةٍ أخرى بغيرِ مرادي!
فصرختُ من ألمي وشرِّ حقائقٍ
قد عشتها كمداً وكان حصادي
أني خبرت الدهرَ ثم عرفته
في الصاحب الفتّان والمتمادي
راوغتُه دهرا، غصصتُ بظلمِه
وغُدرتُ بالسكين والأصفادِ
وهربت من داري كسيرا مرهقا
لا موطئ أو وجهة لجوادي
فإذا رضيتَ بغربتي فأنا بها
في غيهبِ الأشباحِ والأضدادِ
وإذا عفوتَ فإنني في كربةٍ
أنتَ الملاذُ لجائع أو صادي
هذا ندائي يا عزيزُ فإنني
من بعد ربّي من عساي أنادي؟


معاوية بن سالم بن حميد الرواحي