أنا يا بلادي تائهٌ وعنيدُ
في طيِّ أحقادي لكِ التمجيدُ
لم يتلف الظلم المرير محبتي
أو خان أسئلة الهدى التفنيد
لحماكِ أنفقت السنين رخيصةً
فإلى متى التنكيل والتشديد؟
وإلى متى أشقى بحبٍ جارحٍ
أركانُه الترهيب والتهديد
هل تأمنين لخائن ولكائد
ويعز عن عشاقك التأييد؟
هل زهرة الأعمار إذ ذهبت سدى
تكفي أم الأرواح ثمّ نزيدُ؟
والله لا أختار غيرك موطنا
أنت التي أرضى بها وأريدُ
وطني وإن عذبت دهرا جنَّةٌ
والعيش فيه وإن أجنُّ رغيدُ
والحزنُ منه وإن قسا أختارُه
وبه دموعُ قصائدي ونشيدُ
أنا يا عُمان بلا ترابِك يائسٌ
ومدمَّرٌ ومحطّم وطريدُ
ومؤرَّقٌ وممزق ومبعثرٌ
رهن المسافةِ والخلاصُ بعيدُ
هلّا غفرت لعاشق أودى به
كيد الحسودِ وغادرٌ رعديدُ؟
أم تطلبينَ الخاطئين لنقمةٍ
والوعدُ منك نكايةٌ ووعيدُ؟
فإذا غفرتِ فإنني في رحمة
والعفو أجملُ ما ينالُ شريدُ
أيامُ في المنفى ويوم واحدٌ
بعمان يا وطني الجميل العيدُ
معاوية الرواحي