بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 16 يونيو 2022

ذهول وحنين

 

 

أحنُّ، إلى أيَّامي الميتة

جرحُ فيروز في الفؤاد

دمعةٌ يابسة

ورسالة لم تصل

تحت الماء، وفوق التراب

أحنُّ إلى بساطتي

وحسن ظني بالناس

وقلبي المنهمرُ بالمحبّة

والتصديق.

أحنُّ إلى أيام الرفاق

وبهجةِ المعنى

وضحكات الهازئين

بالكلمات، تُسند اللغةُ

سخفهم الوجودي

يصهره ذهب اللغة

كالتبر في بركانٍ مؤجل.

أحنُّ إلى أصدقائي

وهم لا يظهرون عداوتهم

وهم لا يبيعون ظلِّي

للنارِ في الهشم.

أحنُّ إلى ليل الخوض

وأنا أعبره بلا جروح

طيِّبا كما ولدتني أمِّي

خالياً من الخلَّان

ممتلئا بالشوقِ

لذكرى سأصنعها غداً

وحكايةُ جنون طار بها النسر للغيوم

حتى عاد بلا ريش

أحنُّ إلى نعومة أظافري

التي أحكُّ بها الأوراق

وأكتبُ بها القصائد

وأعزفُ بها الوتر

بلا هذه المخالب الهائجة

والأنياب الجائعة

والنفس الكظيمة

وتلك النار

والقسوة

والروح التي اكتشفت شوك الوردة

ورائحة البارود

وذبابة السيف

والنفس التي أدمت حنَّاء اللغة

ولطخت نقوشها بالجروح

أحنُّ إلى عزلتي

وما فاتَ من العُمر

في الكهف الزجاجي

الذي يرى الجميعُ

مرآة جدرانه

ولا يعلمون

أنَّه شفاف من الداخل!

أحنُّ إلى جفون بصيرتي

وغشاوة القلب عن الشر

وسذاجة الأمس

وشدَّة الظلم والحسرات

ونقاءً لن يعود

وأياما ضاع عنها الطريق إلى الطريق

والسماء

والأوتار

التي صارت تقطعها هذه المخالب

وهي تحاول العزف

مرةً تلو الأخرى

أحنُّ إلى هذه القصيدة

التي تغلق بوجهي الباب

في سطرها الأخير!

 

معاوية الرواحي