قال:
انبذوني، لأستريح.
فلتكن البغضاء في قلوبكم
سأنجو من وجوهكم المتشابهة
لأشبه نفسي!
ليشبهني الآخرون
عندما تورق صُرَّةُ البذور
في جيبي
المليء بالماء والنور.
فلأكنْ، لأكون
لأذهبَ للكهفِ
يتبعني المنبوذون الذين
طردهم المؤمنون بالحياة
لئلا يرهق جفونهم المثقلة بالنعاس
ولذة الأحلام
رجفة عين المنبوذ
وطوفان دموعها الجارف
أمام مؤمنٍ ينام على نمارق العيش
منتظراً شروق شمعة الصباح
لتأخذه إلى ضُحاه
وضحاياه
بكامل أناقته.
انبذوني
لأستريح!
انبذوني
لأبصق في عين الشمس
لأسكب ضوء القمرِ
في حفرةِ الغائط
المرمية بجانب فراشي
انبذوني
لكهفي
أنا راهب السمادِ
والعفن
ولتكن بذورَكم نخيلا وأشجاراً
وليسكرني فطري
النور يخرج من عيني
والسماء بحاجةٍ لكم!
انبذوني
لا أحتاج لكم لأعيش!
لا أحتاج لكم لأموت!
انبذوني
ودعوني وشأني
وإن سقط الكهف على رأسي
فلا تحفروا لي قبراً
أريد أن تختبر الأفاعي نعومتي
وهؤلاء الذين ماتوا معي
ابكوا عليهم
كما أبكيتموني ذات نهارٍ تعيس
جعلني أحب الليل
للأبد!