بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 1 أبريل 2023

الفرداني!

 

 

أفلتَه حبلُ النومِ

لتسحبه خطاه إلى جسرِ أحلامِه الصخري

فلا الطريق التوى على عُنقِه

ولا انفجرَ به لغمٌ

وهو في طريقِه نحو الحقيقة

راودته الخُطى عن نفسِه فغشاها

سالَ شمعُ السجعِ والجناسِ

عن أذنيه

وغنَّى: "أنا سيد فجورها وتقواها"

 

صرعته الدوخةُ فسعى إلى حديقته المثبتة في الجبال

قرأ تعويذته: "من الناس، لا الناس"

مكَّنته النخيلُ من جذوعها

صعدَ بما يكفي، ليذمَّ سماءها الشائكة

وفسائلها العشوائية

زارته الأمم البعيدة فتنهد شوقاً

إلى ظل الأمم والحضارات المجيدة

أخذه الشلالُ إلى قصرِه المشيِّد

داخل الكهف

"لا أريد أحدا"

"أنا لستُ هُم"

"هُم ليسوا أنا"

اكتنفته غيمةٌ

وعلمته الهذيان

رفعَ الكلماتِ على سواري عقيرته

وخطبَ في كراسيه

وأهدى طاولته وساماً

ثُمَّ انبرى إلى قطِطه الأليفة

يهبها الأسماء المحببة والأساور المزركشة بالنقوش

ثمُّ إلى شجرةِ التفاح ذاب في المساء

تحت ظل غيمةٍ شملته بعطفِها

أكملَ مساءَه غارقاً في ذاتِه

وتلفَّت مراراً

وهو ينتبه من غفواته السريعة

وسألَ يده الُيمنى: أين الناس؟

قالت له - برفق وهي تناوله الحبل-:

لا أحد في المشنقة يا سيدي!

-        هل أنا حُر؟

نعم أنتَ حُر، ووحيد

ناولته يده اليسرى عقدةَ الحبل

وسحبته إلى مرقدِه

ضاجع خيالَه مرارا

ثم دسَّ رأسه في وسادةِ الريش

ونام!