بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 28 فبراير 2019

ضربة توجع الفؤاد!




 مرحبا يا أصدقاء. مرّت فترة منذ أن التقينا، ولا سيما أنتم الذين لا أعرفكم إلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي. أنا بخير نسبيا، أقضي فترة الانسحاب المؤلمة من تويتر آخر المناطق العامة التي كنت أكتبُ فيها. لا يوجد في حياتي رغبة مجددا في أن أعيش حياةً بديلة، هذا لا يعني أن تويتر سيء، السيء حقا هو أن يغريك أي شيء إلى درجة إذهالك عن باقي تفاصيل الحياة، ومنذ متى يملّ كائن من الكتابة؟
كان يومي عاديا بمعنى الكلمة، يوم آخر على الدراجة. تغير شيء طفيف هذه المرة، الشعور الهائل بالذنب لأنني [أضيع] وقتي في الشوارع، التعاسة الهائلة التي تجعلني لا أشعر بجمال الربيع وأنا أتذكر في كل ثانية تمضي أنني لم أجد العمل المناسب لي. شهورٌ مرت من الموسم الأول وأنا أتمزق في هذا الشعور، حاولت بشكل جزافي أن أقدم لوظائف عشوائية، جازفتُ بجسدي في عمل شاقٍ للغاية كان رائعا لولا اضطراري لقطع نومي للتنسيق لمناوبة الليل. كان اليوم عاديا بدأ في الدراجة وانتهى عليها، الفرق بين الموسم السابق وهذا الحالي أنني هذه المرة أمارسُ هذا كوظيفة، وهذا هو الشعور الجديد كليا الذي جعل وقتي في الخارج وقتا ثمينا، ومناسبا ولا يخدش الضمير ويؤلبه على نفسه.
أشعر بالحزن على دراجتي الجبلية. حدث أوجع قلبي حقا عندما انعجن المحرك في أشواك العجلة الخلفية. كانت ضربة أوجعت فؤادي وشعرتُ أنني أقل تصالحا مع الحياة بسببها. ثمانية وثلاثون كيلو متر، ليس معدلا رائعا. بعض البدايات جيدة لأنها ليست سيئة، هذا ينطبق على اليوم الذي أنهيه بكتابة هذه التدوينة السريعة.
مضى يومي ثقافيا مع جوردن بيترسون، ثمة مدى مدهش لما يمكنك أن تفعله سماعيا وأنت على كرسي الدراجة. جهزت العدة بستة كتب جديدة أسمعها، كتاب عن تاريخ بريطانيا، وآخر في علم نفس الجريمة، وثالثٌ لبرتراند رسل عن تاريخ الفلسفة الغربية، عدة كافية تكفي لساعات طويلة ليتني أمتلك الجسد الذي يلتهم الشارع ساعات أطول. وزني زاد ستة كيلوغرامات في الشتاء الأخير، قرأت عددا لا بأس به من الكتب، والآن الحياة بدون تويتر تصنع لي الوقت من حيث لا أحتسب.
أشعر بالغربة والغرابة. هل حقا عندما أخرج من بيتي لأتجول في الشوارع بالدراجة يسمى هذا عملا؟ أي رحلة غريبة هذه بعد التخلص من ذلك الشعور الترفيّ البغيض، ذلك الشعور بالركود وممارسة النشوة بشكل مستمر، على كرسي الدراجة لا يفصلني عن فعل شيئين في وقت واحد [مثل القراءة بأذني] سوى شاحن الهاتف. أضعت مكان السلك الذي أشحن به ضوء الإنارة الليلي، أشعر بالضيق من نفسي لأنني مجددا أضعت أغراضي. اخترت الدراجة الآلية التي سوف أستعين بها لرفع عدد التوصيلات في اليوم، التقيت بشخصٍ يشبهني في خيارات الحياة، كان تعارفا سريعا بدأ بسؤال منه يقول: هل تفعل هذا من أجل المال؟
أجبته: المال ليست أولوية في حياتي، كما أنني أردت التوقف عن الشعور بالذنب لأنني على دراجتي كل يوم كأنني أحد الأثرياء الملولين من الحياة. كانت تلك إجابة كافية لنقرر أن نعرف بعضنا أكثر.
غدا سأذهب للسوق لإيجاد سلك جديد لكشاف التجول الليلي. أخطط لشراء هاتف، ودراجة، وأشياء كثيرة ولكن ليس قبل إنهاء التخطيط الرئيسي لهذه الرياضة/ المهنة. لا أتنقل في الشارع بانكسار المبتدئ ولا بقلق الضعيف، كل ما في الأمر أنني أحتاج أن أرى الأرقام وهي تتكاثر أمام عيني حتى أثق بالشارع أكثر. كان شعورا مهيبا وأنا أزاحم السيارات في شارعِها، حتى ذلك الباص الهائل يمنحك طريقك المستحق، هواء الربيع أعاد الحياة إلى رئتي، والهواء البارد في نهاية آخر رحلة ليلية كان الإجابة التي كنت أنتظرها لأعرف إلى أي مدى كنت أريد هذه الوظيفة أكثر من أي شيء آخر.
غدا يومٌ خاص، سألتقي بصديقي الروسيّ الذي أحب أن أناقشه كثيرا. سأبدأ البحث عن دراجة جديدة، ويجب أن أحل موضوع السلك اللعين، وربما يجب أن أشرب الكثير من الماء. كل هذا في غدِه والآن يذهب ماريو إلى النوم في سلام.

برمنجهام