بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 7 فبراير 2019

الأشياء التي يجب فعلها ..



 تحاصر غوامضُ القلقِ كائنها بشتى أنواع الحيل والألاعيب، فلمعةُ برقٍ مفاجئةٍ من حنايا الروح الجحيميّة تُشعلُ ما يكفي من قش الوجدان المناسب وقتئذٍ مع كائن يعيش ليحترق. وهل عاشَ إنسانٌ الحياةَ إلا وانتهى به المطاف رمادا في أيامها الذاوية؟ سؤال الجدوى! هذا جنديٌّ آخر في الجانب الآخر من المعركة بين الكائن ونفسه، وقلقه الشديد دائم الانبعاث من العدم. من المناطق العمياء في الروح، حيث تولد النار ويتدفق دفء الحياة ليوقف زمهرير الوجود وأسئلته. والدفء لم يكن أكثر من مرحلةٍ طفيفة بين سؤالين، يصوب الأول رمحه بين جفني العدم والحياة، ويصوب الثاني سهامَه إلى طيورٍ كثيرةٍ طائرةٍ في الوجدان، يسقط بعضها، فيولد منها سؤال غامض جديد، مثل لماذا نعيش؟ مثل لماذا نكتب؟ ولماذا من بين كل الأشياء في العالم، يتربص القلق بين واحات السؤال وإجابته ومعه مناجله الحادة تمزق عشب الحقيقة قشةً قشةً. القلق، قبطان الأشياء التي يجب فعلها، وقائدها في الظل، حيث تخفي النفس أحلامها وتركن لهذا العدم الشاسع لتستريح قليلا.