دعني وشأني أيها الشيطانُ
فلقد جننتُ وعذبتني عُمانُ
للأربعين أسيرُ دونَ هدايةٍ
قد شردتني الأرضُ والأوطانُ
أصحابُ؟ لا أصحاب في بستاننا
الصاحبُ السرّاق والخوّان
والكائد الملعوِن في أيامه
يسري وماءُ وجوهه لعّانُ
دعني وشأني، قد سئمت حكايتي
ذهب الشبابُ وضوؤه الفتان
والآن في المنفى أعيش نهايتي
كمدا لتكمل كيدها الأضغانُ
لا أرض تحوي غصتي وقصائدي
فالقاتل الآباءُ والإخوانُ
أما الضحية سلمت بمصيرها
فمماتهِا كحيّاتُها رنّان
دعني وشأني إنني في غصتي
سجني وأنت السجنُ والسجّانُ
دعني لأرحل أو أعيش بلا هدى
هدفي ضياعي والظنون سِمانُ
ماذا عساي أريدُه لأعيشه؟
أصحابَ أم وطناً به سأهانُ؟
لا شيء أرغبه فكل مطالبي
هذا الجنون المرُّ والهذيانُ
معاوية الرواحي