بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 22 نوفمبر 2021

مشيئة وجدال!

 

 

اغضب، واحترق كما تشاءُ لأشجارِ عُمرِك.

اذبل قدرَ احتمالِ الزهورِ لجفافِ النبع.

اهرب من نفسِك إلى هواك، أو من الثأر إلى المدى، أو من المدية للسيف، أو من السيف للسكين.

افعل ما استطعتَ لتهربَ من مشيئة الحياة، وجدالُ الوجود.

إن لم تَعِشْهُ، سيسرق عُمرك.

وإن لم يعشْك، ستسرق زهرةً، وتموتُ مع باقي الأنبياء، واللصوص، والحَمقى غاضباً على نصيبك من العبث، وربكة الماء والأشجار.

الحقيقةُ لبنةُ بناء.

 صخورها تسابق الفناء، وتحاصر الأزمنة.

الخديعة لعبة فناء.

 رمالها تحاصر الوجود، وتسابق الأوقات.

الصدقُ لحظةُ الحُزن عند وقوع البلاء.

والكذبُ لوحةٌ توضع على نهاية الأنفاق، تلك التي تدلُّ الموتى على بداية الطريق.

لسنا أكثر من ناجينَ من سهامِ القدر. لم نعشْ ما يكفينا من المأساة لنرحل، ولا ما يروينا من الملهاة لنستسلم. اغضبَ قليلا، أو كثيرا.

لا ميزان تلوَّن به المشاعر تناسب النور واللون، والظلام والسراب.

ستعيش، وستموتُ والصدقُ له صنيعه، وأشراره.

ستبكي، وستنسى، والأكاذيبُ لن تتوقفَ عن الهطول.

إنها مشيئة الحياة يا صديقي المتعب. كُلُّ ما بُنيَ على حقِّ يستمرُّ، وما بني على باطل يستمر، فالمشيئة ليست لعبةً في يد المنطقِ، أو قفَّازا في يد السياف، إنها حُفرة التضاد التي تخضع فيها الفلسفةُ لسنن الحياةِ المريرة، حيث لا ينفع الصدقُ، أو الكذب، لتعيشَ حرَّ، أو لتموتَ مرتين!

 

معاوية الرواحي