يموتُ صانع الشموع
عندما يتبخَّر الشمعُ..
أما حينَ يذوبُ، فيقولُ
الناسُ: هكذا عاشَ
ذائبا في الصنعة، مُشتعلاً بما
صنع.
يموتُ وهم يحاولُ الحياةَ
نَفْسَا فَنَفَس.
يموتُ، ناسياً، غائبا.
ولا حرائقَ ستؤلمُه ..
الحرائق تؤلم الأحياء.
أما ذلك الملهوفُ، ماردُ
الفيزياء، وساردُ الكيمياءِ ضوءاً وعطراً، فيموتُ هائماً، يداعب الضباب خيالَه،
ويطفئ الدوار حذرَه المنحوتِّ بدقَّة عبر السنوات.
انتهت المكيدةُ وألقت
بأسئلتِه إلى كفوف الأحياء، بعد الحريق.
من يعبأُ بالفائت من الضوء
واللون؟
لقد احترقَ كلُّ شيء، بلا
ألمٍ، ولا صراخُ
حيث لا يحمد الدوار
إلا في هذه الميتة!
معاوية الرواحي