بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 22 فبراير 2023

مُلهم اسمه: الفشل!

 

 

الفشل مُعلِّم ناجحٌ وقاسٍ. النجاح مُعلمٌ فاشلٌ وحنون. القاع فرصةٌ مذهلة للبدايات الجديدة. لا يجب أن يستخف الإنسان بأسوأ ظروفه، فهي أحسنها في جانبٍ آخر، ولا سيما الذي سقطَ بعد نجاح. القاع بعد النجاح فرصةٌ لإعادة النظر في كل الخطط السابقة، الذي يصعد جبلا يعي أن إعادة النظر في مساراته للقمة قد تعني الموت، هُنا صخور تنزلق، هُنا صخور هشَّة، أما الذي في القاع فيرى السماء بوضوح، ويا المفارقة! يستطيع أن يختار من طرقٍ كثيرة جدا للصعود. وأنت في القاع لك ميزات في هذه الحياة، لا منافسون لك في القاع، لا أحد يريد إسقاطك، والخيارات بيدك هل ستقضي نزهتك المؤقتة في أسوأ ظروفك وأنت تحاول إسقاط الآخرين؟ أم ستتفنن في السخرية من الذي علقوا في بئر أشد عمقا من مأساتك؟

في القاع لديك فسحة الوقت لتفكر، لتخطط. قبل أن تبدأ الصعود من بئر مأساتك، أنت في أقصى حالات الأمل، وهذا ما يجعلك تركز على أهدافك أكثر، في القاع القلق في أقل حالاته، الحماسة جاهزة للانطلاق، والاحتراق والحسرات ستتحول مع الوقت إلى إنجاز نسبي في كل متر تقضيه في الصعود، لقد امتلأ هذا العالم بنصائح الناجحين، هؤلاء خذ الخطة منهم لا الروح، الفاشلون أيضا يستحقون من ينصت لهم، ومن يسمع تجاربهم وحكمهم، وهؤلاء خذ منهم الروح لا الخطة، لا يوجد إنسان في هذا العالم يخلو من الإنسانية والرغبة في الخير، هذا المتيسر الضئيل يكفي أحيانا لكي تعرف أنَّ القيعان، والقمم مسارات لا أكثر، وأن الرحلة ستتنوع، وأن كل من يعيش قمَّة من القمم جرَّب ظلام القيعان الدامس. إن كنت في أسوأ ظروفك فلا تستخف بمعلم بارع اسمه [الفشل]، فكل الذين أنجزوا العجائب في هذه الحياة جربوه، وعاشوا مرارته، وليس المهم أن تجرب الفشل مرة واحدة، المهم أن تجهز نفسك لرحلة الخروج، الفاشل الحقيقي ليس الذي وصل للقاع، الفاشل الحقيقي هو الذي نسي أنَّه في القاع وانشغل بكل شيء إلا في إيجاد الحلول لظلامِه الدامس، الفاشل الحقيقي هو من انشغلَ بالسخرية من الذين هم أشد بؤسا منه، أو انشغل برمي الحصى من قاع بئره العميق. هذا هو الفاشل الحقيقي، عدا ذلك كل فشل هو معلم بارع لقصة نجاح عظيمة.