بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 25 نوفمبر 2021

قانون ما تبقى!

 

 

 

كالحياة، بكافِ التشبيهِ، وبلا مُشبَّه به.

قانون المحصلةِ النهائية، ما بقيَ لك من حُطام، ومن أيام.

ركامٌ متضاربٌ منَ المشاهد، والشواهد، والضحايا، والجلادين، ومعاطفِ الحبِّ، وبطاطين الكراهية.

إنها معمعتك المُلحقة بكافِ بدايةِ القصيدة. مهربُك الذي تهربُ منه، وبقايا ما انعجنَ في روحِك من خبزِ الأزمنة، وشهودِ الأزمات.

إن كان حزنك لا يكفي، فماذا يكفي؟

غرقتَ في [لماذا] الذاكرة، وعُدتَ مذعوراً. ما جدوى أن تخافَ إن كنتَ أنتَ أخطرَ من عرفتَ في سراب القصائد والمنابر؟

لم يعد مهما! كلُّ ذلك الطنينُ الكابوسيُّ بما عبَّأ به العُمر من هذيان. لم يعد فارقا، ذلك الاختلاف الجنوني، وأيامه الخوالي، وانتهازييه، ونرجسييه، وكامنيه، وخامليه، وقابليه، ورافضيه، وقادته، وجنوده، وأحياؤه، وموتاه.

لم يعد خافيا، قانون المحصِّلات النهائية، وأقفالُ المراحل، والسلاسل، والغرف الضيقة، والمكاتب الخشبية، والستائرُ، والسجادةُ الخضراء، والعابرون حاملو السكاكين والشموع. لم يعد كافيا، ما في الحزنِ من دموع، وما في الندم من حسرات.

لم يعد نائما، زمنُ العيون التعيسة، وغضب البائسين، وحُرقة الحالمين بالنهار. حتى الفجرُ لم يعد كافيا، حتى السماء، حتى التراب والماء والهواء.

لم يعد!

من قبرِه الذي حفره بيديه!

 

 

معاوية الرواحي