بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 26 نوفمبر 2021

مشيئة القسوة

 

 

 

لماذا أصبحتَ جلَّادا؟ يُسأل ذلكَ بضميرِ المُخاطَبِ، أما القائلُ فينشغلُ بأعذاره، ولا يضع الضمَّة على التاء. لا يخلو الظلمُ من الفخرِ، ومن الاعتدادِ بأسبابه التي أدت إليه، فالقساةُ يعرفونَ أسبابَهم، ولا يهتمون للتعذِّرِ من مظلوميهم. حلقةٌ لا تتوقفُ من حمايةِ المجرم لجريمته، ومن خوفِه أن يقعَ فريسةً لجلَّادٍ أقوى. وما أدراكَ بعوالمِ القساة، حيثُ يتناسلونَ من نسيجٍ واحدٍ من الظلام، ويذهبون إلى نفقٍ واحدٍ سُجنَ فيه عابرو الطريق بسلام. هذه الحياةُ قاسية بما يكفي لتُسمَّى جحيماً.