لم تفهم الوردةَ لتشعرَ
بالحديقة.
أما لصوص الأعمارِ، فهمُ
الأبصرُ بحدة الشوكةَ، ورقة البتلة.
جفَّت الأوراق الخضراء،
وسُحقت الورود في الكُتب الثقيلة المجلدة في مكائد الزمنِ المتراكمِ باشتراطاتِ
الإنسانِ الأعلى.
نسيتَ ميزة العُشب الرطب،
وغمركَ الجفافُ حتى اختلط الظلامُ بالضباب.
هل كنت أعمى؟ أم اختلطَ ذبول
القصائد بصيوفِ الخواء؟
أم هذه مشيئة الغيوم؟
تغرقُ العينَ، إن خاصمت
التراب؟
كانَ ما كان لتكون.
لم تكن شبحاً لتبصر مشيئة الظل.
أرَّختك المآسي، وضيَّعك
الذهبُ من دروبه الوضيعة.
عشتَ ما عشتَ لتعيش!
للقدر طريقته العنيدةُ في
حماية المجانين.
أما العُميان، فلا بصائرَ
تنقذهم من حيلِ الكهنة، وأسرار الجدران وإن اكتسى الوضوحُ بؤبؤها الواسع.
وإن احتدَّ الصوتُ وخاصمَ
الأوتار.
أحببتَ ما أحببت لتكره.
وكرهتَ ما كرهتَ لتحب.
ولم تفهم الورود!
عرفتَ ما بعدَ [لكنْ] من
الشعر
وأحببت الحدائقَ، والنسيم،
والأغنيات.
وفهمت ما يكفيك، لتعيشَ،
ولتنسى، ولتتذكر أوجاعك المنسيَّةَ في القصائد والكلمات.
معاوية الرواحي