بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 18 نوفمبر 2021

فوضى

 

 

تزمجرُ العواصفُ، وتلعبُ الغيومَ لعبة السماء، والنارِ، والتراب. أنتَ قطرةٌ من المعنى المُشعُّ حين تبزغُ جهنمُ السماء لتوزِّع دفئها على الكواكب.

لستَ جُرماً فالجرائم خيوطٌ تبرأت منها العناكب.

 أنتَ قطرة الماء، وحبَّة الرمل، وومضة الضوء.

 جزءٌ من هذه الجريمة التي لم ترتكبْها.

 موجودٌ آخر! مفقودٌ جديد، سجينٌ في متاهة الأفق والتراب، شريدٌ في سلسلة الغوايات، وأغلال الأسئلة.

المصائرُ المُعلَّقةُ – كأنفاقِ الماءِ بعد الفيضان – تنحتُ ألواحَها المحفوظةَ بالوعودِ والتاريخ. فاضت ضفاف النهر، وانقشعت العواصفُ، وانتصر جحيمُ السماء على البشر. للفوضى اليد العُليا، أما أنتَ فقد لذتَ بجنونِك إلى التعب، تمضي مع مشيئة الماء، ولعنات الطين، تنتظر الطوفان، فالكارثة – كإرهاصات الفقد – تتلو ترانيمَ المكائد، مغلفةً بالآمال، مخبوءة في أحلامِ السجناءِ في كهوف الأمل، حيثُ الظلامُ، والوحشةُ، والفوضى التي نحتت سننها؛ لتعيش، ولتموتَ كما جئت، جزءا من هذه الفوضى. لم تكن سببا، لكنك ستدفع ثمن النهارات الغائبة، وأيامك المنسيَّة، وقادمك المجهول.