وماذا نقول للرحيل وهو يختار
أجملنا ليرحل! عرفتُه عامَ 2004 في الملتقى الأدبي في صحار. كنتُ قد سمعتُ عنه
الكثير من الأصدقاء المشتركين، من هلال البادي، ومن سليمان المعمري، ومن خميس قلم.
عرفتُه في البدايةِ كاتبا للقصة، ثم روائيا، وكانت بيننا أيام كثيرة.
يختارك الموتُ بغتة يا صديقي.
تقفزُ في ذاكرتي كل الأيام التي قضيناها معا، والليالي التي قتلنا وقتها سويا.
وهكذا يشاء الموت أن يحرمنا منك، أن يأخذك في هذه الفجاءة المرَّة. قصيرة هذه
الحياة ومُرَّة.
رحمك الله يا دكتور عبد
العزيز. رحم الله قلبك الطيب، وعقلك الفذ. تطوف الآن كل ذكرياتنا في عقلي، وكأنها
زجاج يجرح النفسَ بالألم. ذاكرة [تبكي الأرض يضحك زحل]. سفرك، وابتعادك، وشقتك في
السلطاني، ذاكرة جلسات الأصدقاء، وسهرات الزمن الجميل. أيام تواصلنا الأخير،
واتصالي بك عندما كنتُ مع صديقٍ أخبرني عن عتبك علي. ليتني اتصلت بك أبكر مما
أردت، ليتني التقيت بك، ليتني لم أقصر في حقك يا صديقي. ماذا عساي أن أقول الآن؟
رحمك الله، وأسكنك فسيح جناتِه. تركت في قلوبنا الكثير من الحب، والعطر، والود،
وعشتُ نقيا محبا، والآن تموتُ وترحل! قاسية هذه الحياة، خطفتك قبل أوانٍ بعيدٍ،
وتركتنا حيارى نضرب الأخماس في الأسداد، ونخلط الدمعَ بالذاكرة. رحمك الله يا
صديقي. رحمك الله.