بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 26 مايو 2022

خوف أم وصاية؟

 أن تخاف على مُجتمعك هذا نُبل، فهم أهلُك، ووطنك، وناسك، وعزوتك، وقبيلك من المحبة والانتماء، هُنا تتبنى الإقناع، والمُجادلة، والنقاش، والحوار، وتأخذ مُقاربة طويلة المدى أساسها التوعية والتثقيف.

 أن تعتبره سهل الانقياد، تخاف عليه مما ينافس هدفك في توجيهه، فهذه مجرد وصاية.
لم يتفق البشر يوما ما على مقاربة واحدة تحدد ماهية الصواب والخطأ. ومهما كانت ثقتك بمدرستك، يحدث التعايش بالإقناع، وبالمقاربة الصعبة. من السهل جدا أن تطالب بمنع كُل ما يثير ارتيابك وقلقك. هذا لا يبني مجتمعا، هذا يعطله، وينزع منه أدوات الوعي والتمحيص والتفنيد العقلي.
والدافع النبيل لا يعني بالضرورة نتيجة خيّرة. فلا يسلم الإنسان من الذاتيَّة، ولا من تزكية نفسه ليكون هو خيرُ من يقوم بهذا الدور! ماذا لو لم تكن خصالك النفسية، ومقاربتك السلوكية الاجتماعي هي خير طريقة؟ هل ستكون شجاعا لتترجلَ من صهوة الجواد، وتعلم أنك لست الشخص المناسب؟
ومن ينجو من زحامِ الدفع المعنوي؟ هل ستقبل إن وصفت بالتسلط؟ ويصيبك الاحتراق، وتذهب نفسك حسرات على ماذا؟ على الذين لم تقم بإقناعهم! عندما تستخدم أدوات المنع، والسيطرة، وإعلان عُزلتك، وتشيطن الآخر! من سيقتنع بك! سلاحك إثارة الخوف والريبة! صناعة الأشباح! دونكيشوتية كلاسيكية!
وأدوات الضغط النفسي والتهميش! إلى ماذا قادت من قبل؟ دائما ما تقود للنهايات نفسها! هل تخاف من الوقوف في وجه المدفع من أجل قضية تؤمن بها؟ إن كنت لا تخاف، فلا بأس، هذا العالم مخيف. أمَّا أن تحوِّل رسالتك من الإقناع إلى صناعة الأشباح! فلا أرضا قطعت ولا ظهرا أبقيت!
ولا يخلو إنسان من هذه النزعة، أن يُشكر، وأن يُحمدَ، وأن يشيع ذكره بين الناس بالتقدير والمحبة! هذه الشؤون الانفعالية تعزز حماسة للمزيد من التفكير والنقد والتحليل. أمَّا كل هذا! كُل هذا! الهلع والذعر! منذ متى أفلح الخوف في شيء سوى إخراس الناس. أما عقولهم فصارت تتكلم أكثر!
الضغط الشخصي سلاحٌ قذر، والاغتيال الاجتماعي سلاح قبيح، ولا يعني أنَّه في يدك أنَّك سوف تستخدمه بإنصاف. ألم يصرخُ المظلومون من الألم عندما مورست عليهم هذه التصرفات القذرة؟ عندما شُخصنت الأفكار؟ ولوحق من يقتنع بها! حتى وهو يدفعُ عن نفسه فقط؟ عن نفسه لا غير؟
وماذا عساك أن تفعلَ مع الإنسان الذي تريد تسييره؟ أنت تلعب أي دور بالضبط؟ هل تتوقع أنَّه سيقبل بك عقلا مرجعيا واحدا فردا كونيَ الحقيقة؟ لماذا لا تقبل أن الحياة توازٍ ومُقاربات وجهد وسعي ومجادلة؟ لأنه الطريق الصعب! ما أسهل أن تصنع الكثرة ظنا منك أنَّها شجاعة!