هُنا لأنني أقاوم الرغبة في الذهاب إلى تويتر. أكتب لأنني لا أملك غير
الكتابة، هل سيأتي يومٌ من الأيام وأقول فيه: أقاوم الرغبة في الكتابة. لا أظن أن
هذا سيحدث، ثمة آثار كبيرة جدا في حياتي، تحسن الذاكرة، تعلم الصبر، تعطي وحدات
التفكير الأساسية سعةً أكبر. المكان حولي يضجُّ بالهمس، والهسيس، وأصوات الحديث
المتداخلة. فارقُ الأجيال حاضرٌ، وأنا غارقٌ في تجلياتي الخاصَّة. شحوبٌ، وغيابٌ
مؤقتٌ للهدف. بقي من الوقت ساعة، كيف يمكنني أن أقتلها بلوحة المفاتيح هذه. أي
حيلةٍ سأتخذها؟ الخط صغير لا يكاد يُرى، ما الذي أكتبه؟ غير مهم، من الذي يهتم؟
هذا أيضا غير مهم، ما هو المهم؟ لا أدري، أريد الكتابة بلا توقف، أخطط لكتبٍ
قادمة، ولمشروع سردي، وأشياء كثيرة كلها تحتاج إلى هذا النفس الذي يزورني في الوقت
غير المناسب. يا إلهي! أمامي ساعة كاملة، أي أحلام سأكتب عنها؟ أي آمال سأفكر بها؟
ماذا سأكتب خلال هذه الساعة، كل الذي أريده هو الذهاب للمنزل، وفتح لعبة هوجوارتس،
وإعادة تكرار كل شيء، ذلك الذي أصبح مملا، ومكررا. أين لعبة [ذي ويتشر] حين يفتقد
البدرُ!
أكتبُ على ورقة بيضاء بحبرٍ أسود اللون. أخفي ما أستطيع، يا إلهي هذه
الساعة متى ستمر! حسنا! هناك أمل كبير، لقد مرت عشر دقائق تقريبا منذ أن بدأت
الكتابة، حاسة قتل الوقت تعمل بشكل جيد، آمل أن هذه الساعة ستمرُّ سلاما، لأجد
نفسي في الساعة الأخرى، حيث تطيب النفس، وتحلو الحوارات وتأخذ النقاشات قيمة الغد،
قيمة المكان هُنا متعلقة بالواجب. هل سأنجو من هذه الساعة؟ بقيت أربعون دقيقة
تقريبا، النجاة ليست سهلة ولا يبدو أنني سأحتملُ هذا الضغط. لماذا يفعلون ذلك بالبشر؟
هل المعارف مرتبطة بكل هذا؟ أم هي حياة اجتماعية هامشية، من الذي صنعَ هذا النظام؟
ولماذا من بين كل أنظمة الأرض بقي شكله كما هو. هذا الصوت الخفيض! والهدوء المبالغ
فيه، صوت تمزيق الأوراق، الباب يفتح ويغلق، وهذا يجلس، وتلك تقوم من مقامها،
الأقلام، وطوفان من الأصوات الصغيرة التي ترفض أن تقتل الوقت. يا إلهي! كل هذا
التأمل وثلاث دقائق مرت فقط! لحسن الحظ أن عداد الكلمات لا يظهر هُنا، عادةٍ
الاقتراب من الكلمة الألف هو الذي يعطي ذلك الشعور بالانطلاق، حتى هذه اللحظة لا شعور
بالانطلاق. تحين الآن لحظة التبرير، والمجادلة، عندما يُلامُ من قصَّر في حق نفسه
وكأنه قصَّر في حق غيره.
التطور الاقتصادي في الخليج، التكامل الاقتصادي الأفقي! ما هذا الكلام
الغريب. المثال يسكب نفسه الآن على السبورة، المثال [ألف] أريد نموا لشركتي، حسنا،
المثال يقول أن الإنتاج للطاولات، الشركة ألف تشتري الشركة باء. دعني أفهم، عندما
أشتري شركة ثانية وهذه الشركة تقوم بالعمل نفسه، أنتج الطاولات، ثم أشتري شركة
ثانية تصنع الأثاث، هذا هو التكامل الأفقي! ما هي ترجمة كل هذا لا أعرف. يا إلهي! كل
هذا الوقت خمس دقائق! لقد مرت نصف ساعة والزمن يحسب منها خمس دقائق! هل هذا هو
قانون الفيفا الجديد؟ الحديث الآن يقفز إلى الاستحواذ، شركة كبيرة تشتري شركة
صغيرة. ما هذا كله! باقي من الزمن عشرين دقيقة. يا إلهي الرحيم، أعنّي على هذا
الملل