بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 7 مارس 2024

يوميات رياضية

 "التلفيق"

مصطلح فقهي يقصد به اتباع فتوى من مذهب، وأخرى من مذهب آخر، وهذه هي المشكلة الثانية التي اكتشفت حلَّها بالصدفة العمياء.
أعتبر نفسي شخص مطلع بعض الشيء على موضوع الغذاء، وكيفية نقص الوزن، وكيفية بناء العضلات، ولكن هذا الاطلاع لم يكن مفيدا لي والسبب هو غياب المدرسة التي أتبعها.
سأشرح لك الأمر:
شيء مدرسة هدفها تنزيل وزن الدهون في أسرع وقت ممكن، وبالتالي، الجهد البدني، وكميات الأكل تختلف عن المدرسة التي لا تمانع ثبات الوزن مع نزول الدهون وبناء كتلة عضلية معقولة.

تخيل حجم اللخبطة التي ستحدث وأنت لم تحسم أي مدرسة رياضية ستتبع، وأي مدرسة غذائية! ستتنعشل يمنة ويسرة وأنت تتساءل لماذا إمَّا وزنك لا ينزل، أو لماذا وزنك يزيد، أو لماذا تتعرض للإصابات بسهولة بالغة، وهكذا دواليك.

هذي مشكلة مدرسة الشغف التي كنت أقدسها، إني أجرب كل شيء، ولما وصلت عمر الأربعين، سن اكتمال العقل، والحكمة الكونية وصرت أعرف كل حقائق الوجود قررت اتباع طريقة أقل مجازفةً، أن أتبع مدرسة معينة وأن أتوقف عن إعادة اكتشاف العجلة!

هذي ميزة الشخص المختص في مجالِه. مثلا، على صعيد تمرين الحديد، تراه سهل تشوف اليوتيوب وتجرب، لكن لما تتبع مدرب واحد، هُناك يتغير الأمر، لأنه يعرفك نفسيا وبدنيا، ويحدث بينكما ذلك الرابط بين المعلم والطالب، وتعرف أنت رايح إلى أين. دائما هناك شخص خبير في الحديد حولك، وهذا جميل، لكن ليست هنا المشكلة، المشكلة إنه لن يتمكن أن يكون معك طوال الوقت طول جلساتك التدريبية.

كذلك على صعيد التغذية، أنت ماذا تريد؟ رياضة خفيفة ونزول وزن؟ أم رفع كفاءة الرياضة لديك؟ أول ضربة أتلقاها كانت في صميم إرادتي.
لست بارعا في الرياضة، وفي تنس الطاولة مستواي متواضع جدا ولكنني صاحب إرادة وصبر شديد، أصل قاعة التنس الساعة الخامسة مساء وأخرج من هناك الساعة الحادية عشر.
كما يقول عني الكوتش عيسى العامري ذات يوم: معاوية يشبع من التنس؟ هذا كل الناس هنا تشبع من التنس وهذا بعده!
لا تغلق أنوار أكاديمية تنس الطاولة إلا وأنا مع آخر لاعب أحاول إقناعه بلعب مباراة إضافية، مرهق، محطم، ومع ذلك ألعب بلا توقف! عقلية دراج لعبته الوقت.

بعد دخولي نادي السكري، عرفت أن الأمر الآن ليس لعبةً، وأيضا لأن الأمر في بدايته لدي فرص كبيرة لتأجيل النهايات الحتمية للسكر الوراثي، بما في ذلك الإبر، والأدوية وغير ذلك. أعلنت حالة الطوارئ وبهلع شديد اشتريت مكملات تكفي لبناء صيدلية في وزارة الصحة!

المخاوف زادت، قللت الأرز والخبز صرت أشعر بضعف شديد وأتعرض للإصابات، أمشي على المكملات التجارية، يزيد وزني، لا أعرف كيف أضبط الكميات، ولا أعرف متى أصوم ومتى لا أصوم.

كانت الصدفة فقط أنني التقيت بأخصائية تغذية قبل سنوات، أرسلت له رسالة وبدأ خروجي من الجاهلية التغذوية التي كنت فيها.

كنت أظن أن الأمر صعب، ومليء بالجوع ولكنه يتضح لي أنه العكس تماما، لحسن حظي أنني شخص لا يمانع أن يأكل الوجبة نفسها كل يوم، مما سهل علي تضبيط النظام الغذائي. وهكذا، رتبت أوراقي الغذائي والرياضية بعد التوقف عن عناد التجريب المتتالي.

حسب كلام المختصين فإنني سأتمكن من العودة للتمرين مرتين ثلاث في الأسبوع بطريقة مفيدة لصحتي ولكن ليس الآن. لكل مرحلة خطوات.

على صعيد التمرين أنهيت مرحلة تأهيل العضلات، وبدأت أتمرن بشكل حقيقي، وعلى صعيد الغذاء أنهيت مرحلة قراءة مؤشرات الجسد وبدأنا نرى تغييرا في نسبة الوزن العضلي مقارنة بوزن الدهون، لم أعد أحتاج إلى مكمل غذائي مليء بالكافين لأتمرن لأن ساعات التمرين قلت إلى الثلث أو ربما الربع، يومان إجباريان من الراحة.

حتى جاء معرض الكتاب كنت أطبق الخطة، ومتى حدث الخلل؟ في اللحظة التي بدأت أقترح فيها نظاما رياضيا من رأسي، وفعلا، في أيام معرض الكتب مشيت أكثر من مائة كيلومتر! سبعة كيلومترات بعد معرض الكتاب هذا والوقت الذي أقضيه داخل المعرض من الأساس لم أحسبه بشكل دقيق. النتيجة، آلام في الركبة!

اليوم الخميس، نهاية الأسبوع الخامس، لخبطة المشي وعدم الراحة تحولت إلى حالات من الجوع، ولخبطة النوم تحولت إلى انتكاس في الحيوية والنشاط، ولكن ليس لحد مزعج. معرض الكتاب مرهق بطبيعته، والعام القادم سأكون مستعدا له بشكل أفضل من الناحية الرياضية، من الناحية التغذوية سهل للغاية، عيش وصدور دجاج متوفرة في كل الدنيا وقياس مائة وثمانين جرام أو مائة وخمسين ليس صعبا للغاية، وأما عن الوجبات الخفيفة فمتوفرة في مليون محل تجاري [البروتين بار] أو كما يسمى [لوح البروتين] ..

الأمور ماشية تمام، أسأل الله ألا أعيش مفاجأة صحية، أو خطأ بلا داع، أو إصابة غير متوقعة ..

اليوم النية تمرين رجل ..

وعموما .. مساء الخير أجمعين ..