بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 13 أغسطس 2024

لحظة أإدراك، أم ماذا؟ لا أعرف!

 حدث شيء ما! غامضٌ. خفيٌّ. ليس من ذلك النوع الذي يُكتب. قطعا ليس من النوع الذي تكثر فيه الفواصل. شيء يتعلق بالحياة، وبمعناها الذي صار كل يوم يبتعد عن مجسَّات بصيرتي!


شيء ما في الحياة يمنعك عن الحياة! يملؤك بالخوف من المجهول. يصيبك بالشلل التام. ومن جانب آخر، ثمة ما في الحياة يملؤك بالحياة، يجعلك تندفعُ في محاولة منح هذا العمر قليلا من المعنى.

يشغلني سؤال الموت كثيراً. لا يساورني أي شك أن الأعمار بيد الله، أوقن بذلك في قلبي، وتسكن هذه الحقيقة جوارحي، وأعلم علم اليقين أن أقدار الله نافذة، وليس بيدي سوى ما تيسر من تخيير في جعلها معي أو ضدي عندما يشاء الله ما يشاء!

ليت انشغالي بالتفكير بالموت كان انشغالا إيمانيا. ربما كنت سأبذل جهدا أكبر في التقرب لله، لعلي سأجتهد أكثر لأكون مؤمنا صالحا! لكنني لا أفعل ذلك، أنشغل بسؤال الموت مصابا بالشلل التام تجاه الحياة، ولا أعرف حقاً ما الذي أريده من هذه الحياة سوى أنني أعيش، لأجل كل من أحبُّه، أواصل البقاء، وأهيم في فلك الوقت، وأجري كجذع شجرة اقتلعها الإعصار ورماها في نهر. أمضي إلى الشلال، ولا أعرف متى سيكون ذلك!

هنالك شيء كبير تغير بي، شيء أخذ وقته إلى أن يصل إلى هذا الوضع الذي أكتشفه الآن، إنسان جديد، ليس أفضل من السابق، وليس أسوأ، إنسان آخر! ولا أعرف هل هو التجاوز؟ أم الاستسلام لصدمات الأمس؟ لا أعرف! أشعر أنني أحب الحياة، وفي الوقت نفسه أشعر أنني متعب من ملاحقتها!

أؤدي الحياة كواجب! هذا ما كنت أفعله منذ عشرين عاماً. نعم! بهذا الوضوح اليائس. الحياة واجب ثقيل عليك أن تؤديه. هل هي الآثار المتراكمة لسنوات متتالية من التفكير غير الصحي؟ أم أنَّ العمر بدأ يضرب ضرباته الجديدة؟ أم العقل بدأ يدرك الواقع القادم الجديد. الذواء، والفناء، والموت، والنهاية الكلاسيكية النمطية! هذا إن لم يقصف عمري نيزك من النيازك، أو أموت بفيروس مفاجئ يسكن في مقبض باب أو طاولة مقهى!

أظن أنني أحب الحياة! هل من المعقول أن يكون شابا حيويا نشطاً، واجتماعياً كارها للحياة؟ لا أظن أنني أكره الحياة، لعلي كنت أحب الكراهية في فترة ما، لكنني هل حقا كرهت الحياة؟ ليست لدي إجابات واضحة!

أيام الحياة هجلو! يا إلهي! في أشد فترات حياتي تأزما كنت أشد انطلاقا في الحياة، واندفاعا، عشت جَمالا شعوريا حقيقيا رغم كل تلك التعاسة التي تلاحقني!
ما أغرب العمر عندما تكون أسوأ أيام حياتك تلك الأكثر سعادةً. لقد كنت سعيداً بحق! سعيداً بصدق، سعيداً بانطلاق، سعيدا بدون خجل من السعادة!

هل كان ذلك هو الشباب؟ والعشرين؟ والثلاثين؟ أم هنالك عوامل أخرى معقدة وكثيرة!
لا أشعر أنني أحب الحياة، لا أشعر أنني أكرهها، أشعر أنني أريد أن أعيش، وأن أفعل شيئا ما بحياتي، ما هو؟ لا أعرف، لكنني متيقن أنني سأؤدي واجب الحياة قدر استطاعتي، وليحدث الله بعد ذلك أمرا!

اللهم حفظك من شر النفس، وشر ما بها..