هناك نموذجان للتجارة في عُمان، نموذجان مهم جدا جدا تفهم العمل مالهم عشان ما تتورط في مقالب البزنس، والبزنس بدون مقالب ما بزنس! ممكن تسميه سطو مسلح على بنك، ولا سارق هوش، ولا أي شيء، بس بزنس بدون مقلب! هذا في أحلامك.
الشعور إنه النجاح التجاري خطي، هذا هو الوهم الكبير. على صعيد الإعلانات، تحس إنك بدأت تعرف شركات كبيرة، وبدأت تتعامل بنظام جديد، ماذا تفعل؟ مباشرة تروح تتحول إلى نموذج رأسمالي، وهذا لعبة ثانية.
شيء نظام كلاسيكي قديم متغلغل في الذاكرة العمانية، نظام الضمانة، كل شيء مبني على صدقك ومصداقيتك، ما شيء فواتير مؤجلة، وتحاول بكل طاقتك إنك تنفذ كل شيء في وقته. مختلف عن نظام الشركات اللي تدفع الفاتورة بعد شهرين، وتنتظر منك التسليم شهرين، وكل شيء في عالم مستمر من التأجيل [والإجراءات] ..
نظام كله أوقات مطاطية، كل حد متعود عليه! أنا بصراحة ما عرفت. لما أقول لمعلن بروفة الإعلان مالك تكون معك باكر، معناه أقلب الدنيا فوق تحت، البروفة تجهز باكر يعني باكر. تعلمت مع الوقت إني أعطي مواعيد منطقية، في بدايتي المعلن يتواصل معي الظهر، في الليل معه البروفة، ثاني يوم إعلانه منشور، كانت أيام جميلة [الإعلانات الهذونية] . . يفتح الله عليك بأفّيه وفكرة، وتنفذ، مع الوقت، بدأت الجودة تسيطر على الوضع، تعقلت وصرت أجدول كل شيء، بس عشان العميل يعرف إنه يتعامل مع ناس لا تؤمن بالتأجيل.
راجع لهذا النموذج بكل قوتي، لأنه هو الوحيد اللي نفعني. إعلان الباقات وأسعارها، كل حد ينصحني لا تعلن الباقات، قيّم السعر على حسب اللي يريد يعلن معك! ياخي ما قدرت! الباقات المعلنة تخلي كل شيء واضح، كنت ملياردير، ولا كنت محل افتتح أمس، على الأقل المعلن يجي وهو عارف اللي يريده.
الجديد هو الإعلان الإبداعي، وهذا ما فيه وعود، على حسب ما يفتح الله علينا بفكرة مدهشة، وعاد التحدي هو كيف تكيّف الفكرة عشان تتناسب مع ميزانية العميل، أحيانا لازم تخليها جلسة تصوير واحدة، ما كل عميل جاهز يدفع، تتأقلم [وتبدع قدر التكاليف]. الرومانسية القديمة مالي اللي كانت تخليني أجيب أفكار مذهلة بس المشكلة تتكلف آلاف الريالات، أو عشرات الساعات خلاص عقلت، تو على قد التكلفة تجي الفكرة، ولو كانت الفكرة واجد واجد مدهشة، أعرض على العميل بيع الفكرة فقط، وأستخسر أنفذها بطريقة أقل التكاليف.
نظام الباقات الثابتة صنع لي راحة هائلة في حياتي، مع إنه كل حد ينصحني ضده، ميزته راحة بال، وأنت عارف طاقتك الإنتاجية، وتستلم فلوسك مقدم، وتنفذ وأنت مرتاح، تعطي العميل السيناريو [السكربت] يعتمده، خطوات بسيطة وإعلانه جاهز أو موعده للتصوير جاهز، ولو فتح الله علينا بفكرة أجمل نخبره ونغير الخطة. كل شيء يعتمد على الفكرة.
جالس تو أسوي موقع إلكتروني، عشان أجمَّع كل النماذج، وكل التسعيرات، وأعدلها حسب الموسم، وبالتالي أنا أرتاح من شرح نفس الكلام ليل نهار، والعميل يحسم موضوعه ويعرف كل شيء عن الباقة وفوائدها.
بعدني الإعلان الحلم ما سويته، اللي فيها سكربت ثنائي، مكتوب على شخصيات المعلنين، باغي أسوي نموذج قريب، لكن خايف من جلسات التصوير المتتالية، جلسة التصوير عبارة عن يوم عمل كامل، يوم عمل، ما فيه مونتاج، ما فيه إعداد محتوى، ما فيه تجهيز برامج، ما فيه أي شيء من هذا، جالس ترتب موقع تصوير، والله يعلم موقع التصوير يأخذ يومين عشان يترتب من أجل لقطة واحدة.
هنا تجي ضرورة تكييف السيناريو عشان يتناسب مع الظروف المالية، ولا لو جلست تعامله كأنه عمل فني لازوردي، بتتعب، والعميل مالك يتهيب التكلفة، ونهايتك تجلس تضرب أخماس في أسداس عن اللازورد الذي لا ينتصر بالضرورة. مهنة تحتاج واقعية فعلا!
متفائل بالمرحلة القادمة، لأنها كلها كاملة الدسم، الكتابة تجي دفعة واحدة وساعات بدون مقاطعة، اليوتيوب يجي كامل الدسم وبدون مقاطعة، ما شيء سناب، ولا شيء ستوري، ولا شيء هذا النظام المؤقت، ترمي ما لديك إلى المدى الطويل، وتتوكل على الله وتسوي الشيء اللي يناسب طبيعتك.
الساعة ستة صباحا، مواصل من أمس، سيكون النوم رحلة صعبة، بس أقدر أقول: حسنا فعلت يا ماريو، أحسنت، أنت والفريق، وكل هذا التعب اللي بادي يتحول إلى واقع جميل.
الله يقوينا ويثبتنا ونعبر التحديات القادمة بنجاح وإبداع.