بيانٌ عاجل: لقد تابعت بكل اهتمام، وتقديرٍ ما أفاضت به نفوس الأصدقاء الخيِّرة، وما باح به الوجدان الناصح للعمل الصالح بشأن نيتنا القذرة في حذف مادة الإحصاء من هذا الفصل الدراسي. ولقد خيضت نقاشاتٌ عديدة بشأن الموضوع، بعدها كان غاضبا وساخطا، وبعضها الآخر كان متفهما، متزنا، يحاول أن يحول دون حدوث هذا التصرف، والآن، وقد ملك السهم قصده، وتم إنفاذ النية، وأصبح الأمر حدثاً وواقعةً من وقائع الزمان، يسرني أن أبوح إلى كل (الأصدقاء فقط) في تويتر وضواحيه بهذه النقاط التوضيحية: - إن كان ميسي وتخاذل فلم لا أتعايش مع هزيمة صغيرة في مباراة الذهاب وأدخر جهدا عاليا لمادة الإحصاء في الموسم القادم وأنا في أتم جاهزيتي واستعدادي. - لقد مررت منذ شهر 4 إلى هذا الشهر بسلسلة متتالية من الظروف الشخصية، والتي بدأت بأزمةٍ شخصية، ثم بعدها أدخل معمعمة الامتحانات النهائية، وبعدها مباشرة أدخل رحلة شراء السيارة والتي أخذت شهرا ونصف، لأدخل بعدها مباشرةً في رحلات التصليح، والوسواس القهري بنية دخول عالم الدفع الرباعي. ومباشرةً، إلى قافلةِ ظفار المجد، منشغلا بصناعة المحتوى عن الاستمتاع بكل ما كان يحدث هناك، ومن قافلة ظفار المجد، إلى مسقط لتهاجمني آلام الدسك وتجعلني طريح الفراش، قبل أن أعود إلى صلالة مجدداً، في عملٍ إضافي، ومن ثم العودةلمسقط على مشارف الفصل الدراسي، الذي يبدأ لأجد نفسي وقد سجلت موادَّ علم النفس، ومعها مادة الإحصاء التي ليس من السهل أن تقدم فيها أداءً حسنا وقد خسرت عدة محاضرات، وتحتاج إلى مذاكرة طوال الفصل وملاحقة للحلول في الفصل الدراسي. - إن فكرة حذف مادة الإحصاء، أو حذف أي مادة من مواد الدراسة لم تدر بخلدي من قبل، ولم أظن أنها خيار متاح حتى أصبحت أمامي مجموعة من الخيارات الخطرة وجوديا، والتي منها تعرض المعدل لضربة موجعة بسبب الظروف، والمشاغل القاسية التي اكتنفت هذا الشهر، وهي على عكس مواد علم النفس، ما أن تفقد اتصال خيوطها تصبح غريبا، مشتتا، تطوف في المدى الكوني الإحصائي لا تعرف من أين تبدأ، ولا تعرف من أين تنتهي. - مررت خلال الأسابيع الستة الفائتة برحلة إعادة تموضع لرزقي القادم من مشروعي التجاري سواء في الإعلانات، أو في صناعة المحتوى، وبذلت جهدا فوق الشاق في تجهيز موقعي الإلكتروني، فضلا عن تعاقدات جديدة، سواء مع الأطراف الخارجية، أو مع الأطراف الداخلية التي ننتظر منها إبقاء ميزان ميزان في حالة استقرار وإنصاف. - أعلم تمام العلم، أن حذفي لهذه المادَة يعني بالضرورة إزالة اسمي من لوحة الشرف بسبب عدم وصولي إلى نصاب عدد المواد اللازمة لتدخل التأهل ليكون اسمك في هذه اللوحة، هذا حسب علمي وظني، ولا أعلم ما هو وضع الطلاب في الفصول القريبة من التخرج إن كان يشملهم أو لا، ولكن في كل الأحوال، لوحة الشرف شعور عشته عامين، ووصلت إلى الإشباع النفسي الذي كنت أحتاجه بعد فشلي في عدة رحلات جامعية، والاسم موجود في لوحة الشرف أو غير موجود هذا لن يغير من واقع الحال شيئا، فالفرصة بإذن الله متاحة في السنة القادمة سنة التخرج. - إنني وإذ أتخذ هذا القرار، بين خيارين، إمَّ أن أزعّل أحدا، أو تذهب خططي بددا، وبعد التوكل على الله، والتفكير المتواصل، والأرق، قررت حذف هذه المادة لهذا الفصل الدراسي، والاستعداد لأي فصل تكون فيه بتهدئة اللعب كثيرا، والتهيؤ على الصعيد العملي. - إن هذا الحذف لن يغير، أو يؤجل من خطط التخرج شيئا، بل أنَّ فصلا صيفيا واحدا يعني أنني وفرت على نفسي وقتا، وقللت الضغط المتوقع من سنة التخرج، بما فيها من مشاريع، وما فيها من واقع تدريسي مختلف. هذا البيان، موجه فقط (للأصدقاء) الذين اهتموا بالموضوع، أرجو منهم تقبل قراري بصدر رحب، علما أنني حقا لا أجد صعوبة في المادة، ولا مشاكل في شرحها بقدر ما تستنزف مني هذه المادة جهدا ذهنيا مرهقا لا أستطيع احتماله حاليا بعد كل هذه الشهور المتتالية من الإرهاق الذهني، والبدني، والصحي، والنفسي، فضلا عن ما لا يقال علنا مما يطرأ على حياة الإنسان من صدمات وابتلاءات. أختار صحتي النفسية، والمضي بسلام في هذا الفصل الدراسي، وتخزين طاقتي، والاستشفاء الذهني، وترتيب أوراقي، وتخفيف ضغط العمل التجاري، وتقليل كل الضغوط إلى الحد الأدنى لأعبر هذا الفصل الدراسي بسلام. والله الموفق والرازق العليم. أخوكم الداعي لكم بالخير ماريو