#لحظة_إدراك:
فهمت أخيرا سرَّ الحالة التي كنت بها لأسبوعٍ كاملٍ منذ
أن بدأت الدراسة في السنة الرابعة والأخيرة من رحلة التخصص في علم النفس! هل تعرف
ذلك الشعور (إنه شيء غلط) وإنك ما قادر تفهم تغيير ما كبير بك، وضع اختلف؟ مشاعر
اختلفت، حالة نفسية اختلفت؟ والآن فقط عرفتُ السبب.
بقيت غاضباً على قراري بالعودة للدراسة لعامين كاملين!
شخص يعمل في مجال الإعلانات، ويعيل عائلةً، ويقرر أن يخفف نشاطه الرقمي إلى مستوى
كبير ليذهب لدراسة تخصص لا يعلم لاحقا أي مسار مهني سيتخذه بعد تخرجه! ضرورة
التخصص من جانب، ولعنة الشهادة من جانب آخر، وعقلتها وتوكلت وبدأت الدراسة.
في العام الرابع، أفهم كيف أن هذا كان أفضل قرار اتخذته.
وأن جميع ما حدث لي على صعيد مهنة التسويق، والإعلانات، والتغطيات، وغيرها ليس
أكثر من تأجيل لشيء أفضل. أقضي أيامي في المنطقة الآمنة، في قسم علم النفس، مع
زملاء علم النفس، وتلك منطقة ناصعة النقاء تختلف تماما عن العالم الخارجي.
لديك مشكلة؟ لا أحد يطلق عليك أحكاما، ليس في قسم علم
النفس! وإلا لماذا تدرس هذا التخصص إن كنت تنوي أن تكون تافهاً؟ أول فكرة تخطر في
رأس كل زميل: كيف أستطيع المساعدة؟ كيف أستطيع الفهم؟ كيف أساعده على الفهم؟ هذا
ما يخطر في بال طالب علم النفس تلقائيا بعد أن يتجاوز المرحلة التي يخرجُ فيها من
ثوب الحياة الخارجية إلى عقلية هذا العالم الذي فكرة مساعدة وفهم الآخر تكاد
تستحوذ عليه كليا!
من جانبٍ آخر، عدت لأرض الميدان، العملي، والتجاري!
وهناك أرضٌ مختلفةٌ تماماً، تختلف عن منطقة النقاء التي أعيشها مع زملائي في
الكلية! منطقة تنافسية، تحتاج إلى حدة ذكاء، وانتباه، وحذر، وباختصار أسميها (غابة)
الحياة. كل إنسان يسعى، ويبحث عن النجاح، والربح، والحياة، ويحاول تحقيق أحلامه.
منطقة المجتمع والأحكام التي يطلقها. وشتان بين المكانين، في قسم علم النفس أنا طالب
في الأربعين يكن له زملاؤه الكثير من الود، يساعد الجميع، ولديه خبرة في الحياة والكتابة،
واسمه في لوحة الشرف منذ أن دخل هذه الكلية. في الحياة أنا لست ذلك المعاوية؟ أنا
معاوية الآخر بكل تاريخه، المعارض السابق، المدمن السابق، صاحب الصولات والجولات،
والشخصية الغامضة الغرائبية التي لكل إنسان تفسير لها. أن أبدل موضعي بين العالمين
هذا ما صنع لي كل هذه اللخبطة.
خرجت مبكرا من قراري بتأجيل قراري تجاه مساري المهني في
علم النفس بسبب التدريب العملي، ويبدو أنه كان سيخرجني في كل الأحوال من هذا
القرار. لستة فصول كاملة تركيزي منصب على الفصل نفسه، ويتوقف عند نهاية الفصل،
ويبدأ مع الفصل الذي بعده. هذه المرَّة اختلف الحال عليَّ، لديَّ مسار مهني أسلكه،
وخبرة أطورها، ومعارف عملية جديدة، وتحدث أين؟ في عالم الحياة بكل ما فيه من صعوبة
وتحديات! وأي التحديات التي في وجهي! يا إلهي! ما أصعب أن تكون معاوية في بلاد
اسمها عُمان!
على أية حال، على الأقل فهمت كيف هذا الوضع المزدوج بين
الدراسة والتدريب العملي والعودة للعمل التجاري وما فعله بي. وسأتعامل معه بأفضل صواب
سلوكي ممكن، بما يحقق النتائج، ويقربني من الهدف، ويحقق لي جزءا من الآمال التي
أضعها تجاه حياتي.