بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 26 فبراير 2024

أيام معرض الكتاب

 ياخي الضوء، والانتشار، والشكر، ينسف لك رأسك نسف!

كدت أن "أنزحط" .. ويداخلني ذلك الشعور إنه كل شيء في المبادرة "كافي"
أمس إبليس شخصيا يكلمني ويقول لي: خلاص لاه! الناس تقول لك شكرا! خليك مكانك، اقبل بأي شيء ممكن يصير، تراه يشكروك انته! تراه يسموه مبادرتك!
إبليس شخصيا جالس يوسوس لي، وإنصافا لنفسي أعلم أنني لم "أنزحط" ولكن داخلني ذلك الشعور المقزز بالزهو ..

اليوم، جلست جلسة مع الذات، ومسكت هذا الإبليس عشان أمسح به البلاط، وتذكرت إنه أمامي تحدي ..

التحدي هو توسعة هذه المبادرة، وفعل كل شيء من أجلها، ولو كان هذا يعني السعي من أجل كتابٍ واحد إضافي، هذه مهمتي، هذا دوري في المبادرة، تغطيتها، النشر عنها، جلب التبرعات، وإمداد أولئك المرهقين في ركن المبادرة بالكتب والمزيد من الكتب، والمزيد من الكتب.

كدت أن "أنزحط" وأن أصاب بالكسل، ولكن الحمد لله، هنالك الصديق الذي يذكرك، والذي ينصحك. كدت أن "أنزحط" وأن أصاب بذلك الشعور إنه "خلاص لاه، تراه شيء كتب"

لا يا ماريو!

ولو شيء مليون كتاب، شيء بعده مساحة للتحدي حتى يغلق باب معرض الكتاب، استيقظ، وانطلق غدا في عملك في المبادرة، ولا تجعل شيئا يزيحك عن العمل باجتهاد أكبر من أجل هذه المبادرة.

نعم أقول شكرا، لكن عندما يتعلق الأمر بهذه المبادرة، الهدف بسيط
أكبر عدد من الكتب لأكبر عدد من الطلاب!

غدا بإذن الله حملة #كتاب_غير_حياتك ..

وكل يوم حملة جديدة، وأيضا يوم الاحتفاء بماركيز ..

استيقظ يا ماريو، ولا تجعل الضوء يجعل قلبك مظلما!

توكلت على الله


بشأن هذه المبادرة، هذه رسالة اعتذار من القلب. لجميع من في المبادرة، ليس لأنني قصَّرت في حقِّا، ما أفعله يصنف بأنَّه [جيّد] .. أنشر عنها، وأكتب عنها.
لا أعتذر عن تقصير في الفعل، لكنني أعتذر عن تقصير في النية. أعتذر لنفسي أولا.
لقد شغلك يا ماريو حسن الذكر عند الناس. تطوف في ردهات المعرض وخيلاؤك، وإبليس شخصيا يوسوس لك: نعم! أنت معاوية الرواحي أيها العظيم! يا عضو مجلس إدارة النادي الثقافي، أيها المثقف النجم الذي يصور الناس معك!
عيب يا ماريو! عيب! عيب بمعنى الكلمة أن تسمح لإبليس بإقناعِك بأنَّك صرتَ تكفي بوجودك فحسب، لا بأفعالك!
أعتذر لنفسي، لأنني لم أقدم كل طاقتي وجهدي في هذه المبادرة، أعتذر حقا لنفسي، ويجب أن أفعل ذلك.

أعتذر للأصدقاء الذين لمسوا انطفاء في حماستي تجاه المبادرة، لقد وقعت في فخِّ ذاتي، وكدت أن "أنزحطَ" فيها طويلا، ولكن! لم يفت الوقت، لا للاعتذار، ولا للأفعال.
لقد كنت أقدم لهذه المبادرة أشياء أكبر بكثير من لعب دور النجم وتصوير [السيلفي] وأعترف بكل صدق الأرض أنني ابتلعت سنَّارة الذات.
أعتذر لمتطوعي المبادرة الذين كنت أخوض معهم النقاشات، وصرت أمرُّ مرور الكرام عليهم، أعتذر لأنني قصرت معهم في النصح، وقصرت معهم في إخبارهم بقصة المبادرة. نعم أعتذر، وأعرف أن الوقت لم يفت، لكنني أعتذر لهم. لقد وقعت في فخ الذاتية وكدت أن أصدق أن وجودي يكفي! وراهنت على ذلك، ونجح إبليس في إقناعي بذلك.

أعتذرُ لنفسي، ليس لأنني قصرت بشكل فادح، ولكن لأنني لم أقم بكل ما بوسعي، كان يجب أن أفعل أكثر، وأن أصور أكثر، وأن أطوف على دور نشر أكثر، وأن أتصل بكل الذين تبرعوا للمبادرة، أن أسعى للحصول حتى على كتابٍ مستعمل ممزق الغلاف سليم الصفحات.

أعتذر لكل طالب جامعي، كان بيدي خلال ثلاثة أيام أن أجلب مئات الكتب المستعملة لهم، انشغل ماريو بكونه معاوية الرواحي، مجنون بريطانيا السابق الذي أصبح اليوم نجما يشار له بالبنان! نعم، عيب يا ماريو! عيب، ليس في حق المبادرة تسمح لهذه الأنا أن تلقنك هذا الدرس في أعزِّ مبادرة لك في هذه الحياة، أطهر مكانٍ تعلمت منه النقاء الذي تعلم جيدا كم أنت بحاجة إليه!

أعتذر يا أصدقاء، وفي هذه الليلة، سأعيد تصويب مساري، وسأعيد تصويب خطابي، وسأعيد تصويب كلماتي..

أعتذر لجمعية الكتاب والأدباء التي نسيتُ أن أشكرها مرارا وتكرارا، وأن أقول لهم كم نحن نشتاق إليكم.
أعتذر لمعرض الكتاب الذين غفلت عن إعطائهم شكرهم المستحق ..
أعتذر لفودافون لأنني لم أفعل ما يكفي لأوضح للجميع، أنها تدخل معنا هذا العمل التعاوني، ودفعت مبالغ للكتب، ووثقت بنا، وأنا كل الذي فعلته هو القليل من التصوير، وبعض التغريدات!

أعتذر لأنني وقعت في فخِّ معاوية الرواحي، هذه الشخصية الملتبسة، وآن لماريو أن يعود إلى معرض الكتاب، بربشته، وحماسته، وأن ينسى ذاتيته، وسعيه السخيف إلى اعتبارات المكانة.

غدا، هو يومي الأوَّل في المبادرة، بعد هذا المطب الذي اسمه معاوية الرواحي، الذي يعتذر لماريو على ما فعله في نواياه.

ولأنني ماريو: أقبل اعتذاره بكل سرور وأقول!
نحن نعيش في جسدٍ واحدٍ، ودماغٍ واحدي، وحان الوقت لكي يتحول جنون الحماسة إلى واقع، ولتقطع هذه المبادرة رحلتها بكل المحبة والحماسة والشغف.

أعتذر، وأقبل اعتذاري، وغدا يوم تصويب المسار بعد هذا المقلب السخيف الذي لم أكن أتوقع أنني سأقع فيه!

عموما!

باكر الاحتفال بماركيز .. ونعود إلى سائر الأيام ..
أعلم أن أحدا لم يلمني على سخافتي، وغرقي في هذه الذاتية، لكن هذه ليست روح المبادرة، ولا روح العمل فيها، تعلمنا من القيم في هذه المبادرة ما يكفي لكي نعترف بالخطأ.

إلى كل الرفاق والأصدقاء، فليكن الجمال، وليكن العطاء، ولنجعل مبادرة هذا العام الأجمل، والأكبر، أعتذر لكم أجمعين، ماريو عائد إلى صفوفكم بكل حماسته بإذن الله.

توكلت على الله.