كل ما أجي أروح أتمرن، أشوف صيدلية المكملات اللي أخصائية التغذية وقفت 90% منها، وأسأل نفسي: أنا ليش أروح أتمرن؟
عقلي لديه قرار، وسلوكي لديه شيء معاكس. جربت حتى وصل عمري لأربعين سنة فكرة الانطلاق المندفع، والنتيجة ماذا؟ بعد نزول الوزن يتحقق الهدف، ثم ماذا بعد؟ ليست لدي خطة بعدها!
الآن، أذكر نفسي كل يوم، لماذا أذهب؟ لأن هذا جزء من حياتي، جزء منطقي منها، يرفع طاقتي، وينمي كتلة العضلات، ويمنع سكاكين الدسك من الهجوم على الظهر. هذا ما أقوله لنفسي: ما مستعجل!
أروح أتمرن، هل لازم أستجيب للضغط الرائج؟ لازم ترفع الوزن، لازم تتحدى نفسك، لازم تحطم أرقام جديدة؟ ليش؟ ليش لازم أحطم رقم جديد؟ لو كانت الزيادة في الوزن نصف كيلو [Per] حديدة! ليش أخليها اثنين كيلو؟ موه يعني اللي يزيد لو تأخرت شهر؟ الهدف هو الاستمرار، الهدف هو تكوين السلوك، وتثبيته، لماذا أجازف بتخريب نشوة الرياضة لأنني أريد أرضي شيئا ما متعلقا بتجاوز الحدود!
لما أروح متحمس، أتدرب أكثر، لما أروح ما متحمس أنفذ الخطة. هذا الذي ضبط معي بعد سنوات من التجربة، وهذا اللي جالس يعطي نتيجة بطيئة وتدريجية. أقول لنفسي دائما: أنت تريد تستمر؟ ولا تريد تخلي الموضوع دورة زمنية وتوقف؟ أكبح اندفاعي بصعوبة بالغة، وبعد حادثة التنس الأسبوع الماضي أخصائية التغذية انزعجت جدا. ست ساعات من التنس! ليش يا ماريو! ما طايرة الأكاديمية، ولا طايرات الطاولات!
طبعا، وطبعا، وبلا شك، وبلا ريبة، وبلا حتى اضطرار للتمحيص أو التنفنيد أو المساءلة أو هيكلة التسبيب، أي شخص هدفه في رياضة الحديد هو الشكل، وتعديله، وجمال العضلات، وغيرها من الشكليات هو آخر شخص أسمع منه نصيحة، أفضل شخص مهووس بالكروس فت، ولا شخص كل همه تضخيم العضلة وشكلها. وطبعا، هو يمارس خياره في الحياة، فقط أهم شيء ما أستجيب لفكرة إنه شيء مدرسة صواب ومدرسة خطأ، الذي يناسبني شيء مختلف، ما له علاقة برأسمالية الشكليات، أو شكليات الرأسمالية! هدفي صحي.
الخطة اللي كنت مسوي لها ألف سالفة صارت الآن روتين عادي جدا، وحتى الوقت اللي كنت أخذه عشان أستعد قل، وفكرة ذهابي للتمرين ارتبطت بتوقيت حياتي بشكل متناغم. روح التمرين، وارجع ذاكر. أو ارجع خلص شغل، أو اقضي وقت عائلي. بدل المشي، أركض أحيانا، وأطنش البخار وحوض السباحة عشان المشاغل، ما شيء مشاغل، أكمل الجلسة في الجم، أو أروح ساعة أسمع لي كتاب، وأرجع البيت نشيط.
كل هذه الجداول تتحول مع الوقت إلى إحساس، وإدراك. على صعيد الإحساس تتعلم تسمع جسمك وتعرف حدود طاقته، على صعيد الإدراك تشوف التغييرات اللي جالسة تصير. لما تكون ناوي تستمر، لا تجازف بشيء يجعلك تتوقف، تمرين فوق طاقتك، أو محاولة مجنونة عشان تدفع بكيمياء جسدك لفعل ما هو فوق طاقتها.
مرحلة يثبت فيها الوزن، مرحلة يجمع فيها الجسم سوائل، مرحلة فيها جوع، مرحلة فيها نقص شهية، هو نفسه ما تفعله الحياة بخططك في كل شيء، أهم شيء إنك مستمر، خطة بسيطة، سهل تثبت عليها بدلا من خطط الصواب المفرط.
الصواب المفرط! تتمرن جلستين في اليوم، وتسوي جلستين استشفاء، ولو معك طاقم متكامل حتى تجيب آلات تساعدك على الاستشفاء، وفريق مختص، ولو بغيت ميزان بالنانوجرام عشان تسوي الصواب مالك! نعم هذا الصواب جميل وغاوي حتى يُختبر عمليا!
رجعت أكل عيش، وكنت أظن إني لازم أقطعه، ورجعت أتناول خبز بين عشوة والثانية وكنت أظن إني لازم أقطعه، وأتمرن ساعة ونصف وكنت أظن أن [الوحوشية] إنك تتمرن ثلاث واربع. صارت الرياضة تصنع الوقت، وتصنع وقتاً وفيرا نوعيا.
أحتفل بتغييرات صغيرة جدا، العضلة الضامة تستجيب للتمرين، وحتى هذه اللحظة لم أتعلم الإطالات، وأستكاود تذكرها، سأضيف هذا بعد أن أكمل أول شهر في تمارين المقاومة. ما مستعجل أضيف هذي التمارين، مع إنه هناك سوسة تنخر الرأس كي أفعل كل شيء صائبا، وأضيف أكبر قدر ممكن من [الصوابية]. أذكر نفسي، تو عاد الصوابية؟ بعد عشرين سنة من المصائب؟ الله ستر على كبدي، والسكري مجرد مزاح خفيف لما كان يمكن أن يحدث.
الأهداف لم تتغير، وذلك الذي كان انطلاقا لتغيير كبير أصبح الآن روتينا عاديا، جزء من الأيام، التزام آخر، أؤديه كما يجب. اللي لازم أسويه هو إني ما أسوي أكثر من اللي خططت أسويه. بعدني أفكر في الإطالات بإلحاح، لكن سأنتظر الوقت المناسب.
المدرب سوف يسافر لمدة أسبوع، لا أعرف كيف سيكون ارتباطي مع الرياضة بدون هذا الرابط الشخصي، لكن أظن أن هذا سيكون صحيا. بعدني ما أعرف أتمرن وحدي، بعدني ما أعرف أقيس شدة التمرين، وطبعا بعدني ما أعرف التكنيك الملائم، بس مجددا أذكر نفسي، أفعل كل هذا لأستمر، تأخرت شهرين، تأخرت شهر، تأخرت أسبوع ما دامت الخطة ماشية ما مهمة الطريقة.
نعم، شيء جميل إنك تتعلم كل شيء على طريقة [افعلها بنفسك] ولكن ما فرقت، ما دام التمرين يمضي والأسبوع وراء الثاني يمضي، الحياة ماشية، بهدوء، وعقلانية، بأقل قدر من المجازفة. آلام الركبة مخيفة بعد الركض، أرتاح عدة أيام بين الركضة والأخرى، ما شيء عاجل! عشرين دقيقة! حلوات، شخص يشوفها رقم تافه لا أمانع أشوفه هو شخص تافه، شخص يشوف ما أفعله غير كافي لا أمانع أن أعتبره زائدا في حياتي، وشخص يشجعني بكلمة [استمر] هو الشخص المناسب اللي أسمع منه كلمة مشجعة. غير ذلك، كل واحد ومدرسته.
إلى التمرين بعد ساعة، باقي جلستين تمرين وأكمل أول شهر. هل أراقب التغيير؟ بصراحة، لا! أشعر به، لكنني لا أهتم كثيرا. إذا أكملت خمسة أشهر وستة أشهر، يمكن وقتها سأبدأ في مراقبة التغيير فقط لأنني سأضغط مرحلة وأخفف مرحلة أخرى، ولكن كل هذا مبكر للغاية، المهم الآن هو ذلك التاج الذي اسمه "الصحة" عدا ذلك، كل شيء شكلي غير مهم أبدا!!!
وعموما، مساء الخير ..