بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 21 أغسطس 2017

يوميات "اليوم" العادي


"مرحبا" يا أصدقاء


لم يعد المدوّن قضية مدونتي بعد اليوم، هذا شيء جديد وأنا أعود إلى الورقة البيضاء بعد سنوات اضطرارية في العالم الأزرق. كمدون متطرف للغاية في الاكتفاء بالتدوين النصي، وعدم المبالغة في خلط الصورة والصوت بالكلمات والحروف، وجدت نفسي أقع في الفخ نفسه الذي كنت أخشى الوقوع فيه، فخ المحيط الواسع جدا الذي يحفل به الفيس بوك، الذي هو بصراحة لا بأس به كبرنامج، ولكنه أيضا، منصة عملية للحياة أكثر مما هو منصة مفيدة لشؤون الكتابة التي تحتاج دائما للخوض في التفاصيل.
لم يعد [المدوّن] قضية هذه المدوّنة، لأن السؤال الوجودي الذي دارت حوله هذه المدونات المتتالية لصاحبها [كاتب هذه الحروف] كانت كلها تطرح السؤال المحوري ليل نهار، صبح مساء، في البداية من قبل الغرباء، ثم من قبل الغرباء، والخصوم، والأصدقاء، بل والدولة، وفي حالتي، الدولة المجاورة، هل يجب أن يكون التدوين سؤالا قانونيا ونحن نتحدث عن أبسط بديهيات حرية التعبير؟
من الصعب جدا أن يشرح مدون نشط ما الذي يعنيه التدوين، وما فائدته، قد تبدو مجموعة من الآراء والكتابات العابرة شيئا لا يستحق أن [يكتب عنه]، ونعم، مع تعدد المواضيع وقصر عمر الإنسان يظهر التخصص كخيار مصيري سواء كان مبكرا، أو متأخرا، ولذلك ما لا تكتب عنه، [دوّن] فيه، كن نشطا في فهمه وفهم الناشطين في هذا المجال، سواء كان ذلك، مجال المطاعم، أو قراءة في أبطال [السناب شات] الذين يصنعون الثقافة الجديدة، ثقافة بدون حبر.

سيكون مصيرا محزنا لهؤلاء الذين ينسون قيمة الكتاب الورقي في عالم القراءة، ولكن الكرة الأرضية تحفل بعدد كبير من الأشخاص الذين لا يربطون بين الأسلوب الأدبي، وكلمة الكتابة كما يفعلون لدينا في عمان، لذلك، سأتجاوز مآزق التعريفات التي أقع فيها دائما، وأقول أنني سعيد بلقياكم هنا مجددا يا أصدقاء.

لست أدري من أين أبدأ حقا. ما زلت أحاول التفلت من نزعة النص القصير الذي تحاصرنا فيها مواقع التعبير عن الرأي حاليا، التواصل الاجتماعي الذي ما يزال يحمل نصفيا شقيقةَ التدوين وصداعها المعتاد. ما زالت هذه الشعلة تنير، وتضيء، الشموع، والقناديل، وتمهد الطريق لدفء الحرية وهو يشق دربه في الشتاء القارس، فالحرية ليست شيئا جميلا في النهاية، يجب أن يقول شخصا ما هذا لأننا كلنا بشكل أو بآخر، نطمح لتجليات الحرية الكبرى كمجموع عام بما يناسب ظروف الأكثرية، في عمان الأغلبية، أو الأكثرية مسلمة، وعربية، وفي دول أخرى تختلف المعايير والمقاييس حسب نوعية البشر، شئنا أو أبينا، الحرية شيء يجب أن يكون لأنها [حق] والحقوق تأتي مع قائمة طويلة من الاستعداد لها، والأهم الحفاظ عليها والتأكد من بقائها عبر الزمن.
ما زلنا في بداية الدرب، هذا الذي أنا متيقن منه ..
ولكن؟
من سمع ذات يوم أن للكلمات نهاية؟

لا نهاية للكلمات ..

ولذلك ..


نلتقي في التدوينة القادمة