من ضمن الأيام
المضحكة لصانعي الشموع، أن تقلق ذات يوم على غياب الإنارة في منزلك تحت أي ظرف.
بدءا من تلك المشية المظلمة العشوائية في الظلام، في الطريق من زر الإنارة إلى
السرير، أو وجود ضوء بشكل عام، تستدل به على ملامح المنزل الشبحية وهي تسلم
أشكالها مندمجة مع الظلام. من ضمن أيامي المضحكة، أن تنقطع الكهرباء، مباشرة بعدما
أعددت الشمعة الأولى، لذلك، لا أستطيع في أي سياق منطقي ممكن أن أكون قلقا!
الشمعة جيدة، ولكن لا يبدو الخيط مناسبا لها. اضطررت لشراء خيوط جاهزة بدلا
من تجهيزها بنفسي وتشميعها واختيار أطوالها بنفسي، خطأ لن أكرره بعدما تجاوزت
الوقوع فيه في بداية صناعتي للشموع. مع الوقت، ستتناسب الشموع، مع القوالب، مع
الخيوط، مع المدد الزمنية للاحتراق، والأهم تناسب [الوعاء/ الشمعة] مع العطر
الموجود في جسد الشمع. إنها حكاية طريفة، صناعة شمعة ذات عطر جميل، وليست مهنة
سهلة للغاية، بسبب العناية اليدوية المباشرة بكل شمعة على حدة، وكذلك التعامل مع
الشمع الخام والتذويب، حكاية تحتاج إلى منزل تملكه، أو إلى مكان به سعة لكي تصنع
كميات جيدة، ولكن هل الكمية مهمة في الشموع. شموع الإنارة لا تحتاج إلى [دق طبل]
لكي تصنع، الشموع المعطرة هي الصداع، والمضحك أن الصنعة في الشموع المعطرة كلها
عبارة عن هدية، فلا تعتبر قيمة الشمعة ماليا مكلفة مقارنة بالعطور التي تجعلها
جميلة الرائحة، قمت اليوم بشراء عطر بينوكلادا، آمل أن يكون جميلا عندما أعود
لصنعه، ولكن متى؟؟ فقط فقط، بعد عودة الكهرباء.
21 أغسطس .. ليس من أيامي الأجمل هنا في هذا المكان!