بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 13 أغسطس 2018

إنها زنزانة أكبر!



تغيرت الجدران والسجن واحد! هذه الحقيقة المرّة التي لا أخشى قولها في حضرة الكلمات. أعلمُ من أكون وما أكون، ومن اللحظة الأولى التي قررت فيها الهجرة من الحياة الاجتماعية ذهبت إلى أقصى الخيارات الحادة. تغيرت الزنازين، وتغيرت الأماكن لكنني لم أتغير. الآن فقط أفهمُ الذي حدث، وأجيب بذهنٍ شاحبٍ على أسئلة كانت في الماضي مؤرقة وصاعقة. شعرتُ مبكرا أن الحياة غير مهمة، يؤسفني الاعتراف بذلك. لم أكن أطبق ذلك في حياتي، ولكن مع الوقت بدأت اللعنة في الاستفحال، وبدأ الحبر في التسرب في عروق الحياة ليُطفَأَ ماءُ دمائها الأحمر بماءِ الكتابة الغامق الصادق.
الأشياء واضحة تماما! ولا أسئلة كبرى، أيام تمضي وبعدها أيام تأتي. لم أعد الشخص نفسه، أعلم ذلك جيدا. هذا الكائن الهادئ الذي أصبح يحب الصمت غريب عني كليا، لكنه في النهاية والبداية أنا! وللأسف صرت أعرف جيدا من أكون! لم تعد هناك غيوم تمنع سقوط خلايا الذهن الساطعة على مشاكلي.
مشوش للغاية، وكلمة ضياع مجرد عذر بائس لوصف كل هذا العدم المحيط بي. لكل إنسان سجن، وأجمل السجون تلك التي نختار الدخول لها طواعيةً!