بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 19 سبتمبر 2021

عن هذا الكوكب في حاليّته!

 بين الموقف الفلسفي والموقف العلمي للحياة يتجلى الأدب. ألسنا كائنات أصلها من الطبيعة؟ فالأوجب أن نعود لها، وأن ندرك أن المدنية فخ مؤقت، وعصر الوقود الأحفوري أيضا عصر مؤقت، ونهاية التكدس السكاني المجازر والحروب والأوبئة.

 هذا الموقف الفلسفي أما الموقف العلمي سوق سيارتك وانت ساكت!
الطبيعة، والعدالة مثاليات حالمة، موازين نحلم أن يتساوى فيها البشر، موقف حنبلي كالرياضيات والمنطق، أما حقيقة الحياة فهي كالفيزياء، أبعد ما تكون عن الحدة المنطقية، وأقرب إلى التجريب بكثير، أقرب للحياة، بل ربما هي الحياة ذاتها رغم أنف الرياضيين.
إنَّه عصر المدن، ومهندسي الطرقات، وعلماء الأوبئة والسدود، عصر الجيلوجيا وصناعة محركات السفن، زمان التكدس والصناديق الانتخابية وجيوش الطغاة وترددات البث والألياف الضوئية، عصر صراع الصين وأمريكا، ثورة الرأسمالية، ومؤشرات الحرب الكبرى الثالثة، إنه عصر الراحة قبل المجزرة القادمة.
إنه عصر سيكولوجية الجماهير، وصناعة الواقع المغاير، عصر سيطرة النخب على نصف الكوكب، وسيطرة الأفراد على النصف الآخر، عصر المؤسسات الفاسدة، والأسلحة الجرثومية، والنووية، عصر صراع الحضارات، وقمع الشعوب، وموت الأحلام الفردية، وانتصار الأوهام القومية. إنه عصر المأساة، وعلب الكبريت.
إنه أكثر العصور الذي تليق به مأساة النهاية، عصر كورونا، وفاوتشي، ومنظمة الصحة العالمية، عصر أقنعة الوجه، وصناعة الأسلحة، والمزيد من الأسلحة، والمزيد من الأسلحة، عصر طائرات الشبح، وفاء السادسة عشر، وعصر تسمية بشار الأسد بالمنتصر، وترامب بالرئيس الديمقراطي! إنه عصر العجائب!