إنَّهم يؤذونك!
بحبِّهم، وبالذكريات
ولقد أذيتهم بنباح الشوق الذي
ينهشك.
تحملُ في غربتك أقاصيك
أما الآلام النابتةُ فقد
أثقلتك بالسكاكين والسهام.
تُحاربُ ذاكرتكَ، وتقتصُ من
أيامِها الجميلة.
ففي الغربة
الذكريات الجميلة وعدٌ بيوم
تعيس.
إنهم يؤذونك بما تركته رغوة
العطرِ
في خياشيمِ ذُهانِك.
إنك تؤذيهم، بهذيانك المحب.
بلعنتك، واغترابك، بحسرتك،
وحسرتهم.
أما الذين جرحوك
ففي الغربة
يعدونك بيوم مُشمس جميل
حتى في قلب الزمهرير
يواسونك بكل ما تناثر من
السموم الحارقة
على جلدِك المشوَّه.
تناديهم فيستجيبون.
تصرخ فيسمعون
أما هؤلاء، الذين اختاروك
فقد نبذتَ ذاتَك فيهم
واخترت أن تكون ما تكون.
شبحاً
يخافُ أن يعترف للضبابِ
بخيالِه.
وأن يحكي للظل
جزءا من حكايته الشاردة
كنجمةٍ لم تمت بعد
وزمانٍ لمَّا يحن أوان نهايته.
لا تخف
لست وحدك
إنهم معك في حبك وكراهيتك
فاللعبة ليست في المرآة
هي في صفحةِ الماء
وهذه القصيدة
بكل إجاباتها المتأخرة!
معاوية الرواحي