بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 14 فبراير 2023

شيء تغير!

 

 

ثمَّة ما تغير، ولا أعرف ماهيته. لماذا أعود دائما إلى هذا المكان؟ ربما لأنني بحاجة للطوافِ في الفضاء الخاوي مع أفكاري. أنا وأفكاري ولا شيء آخر. إنني أتغير مجدداً. أنسلخُ من ذاتٍ قديمةٍ إلى أخرى، هل هذه الذات التي أنا عليها الآن هي ما سأكونُه للنهاية؟

النهاية! لماذا أقول النهاية؟ هي الذات التي سأكونها حتى يحدث خطبٌ آخر، فأتغير، وهكذا دواليك أواصلُ التغير في هذه الحياة حتى أستقر إلى موتٍ أرضى به. لم أعد ما كنتُ عليه، لم أعد أريد الحديث مع الغرباء كما كنت. تلك الرغبة المشحونة بالاحتراق للبوح أصبحت رماداً. الآخرون هم الألم الذي نواجه لكي نتوقف عن خشيته. نحن أخطاؤنا الإملائية في الورقة الصحيحة. نحن كل ما توقفنا عن الخوف منه.

هذه المرة أعرف أنني عدت، إلى هذه الورقة البيضاء، أعرف أنني لن أرحل قريبا، وأنني سأمكث طويلا، سأرتحلُ في بياضها اللانهائي إلى العالمِ الذي أحببتُ، وإلى الطريقة التي أردت أن أعيش بها، كاتباً، وشاعراً، وقارئاً. هذه المرة أعلم أنني جئت بعد رحيلي الأخير، هذه ليست استراحة، هذه هي الحياةُ التي كنت أبحثُ عنها منذ الأزل وقد حان لها أن تبدأ. هذه المرة لن تبدأ الحكاية، ولا اللعبة، هذه المرة سيبدأ سرد الحكاية التي قد تنتهي، أما السرد فلا يفعل ذلك، يستمرُ حتى يعطي الحياة كل المعاني التي خلت منها.