بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 14 مارس 2023

العموم الكبير والواسع!

 

 

 

كتابةُ المقالاتِ فنٌّ ممتع قبل أن يكونَ فنَّا إبداعيا. غيرَ قدرتِك على سردِ وجهة نظرك الخاصَّة يمكن لكتابة المقالات أن يكون فنَّا [تَثْقيْفِيَّا] وهذا ما يفعله بعض الكتاب المبدعين في كتابة الملخصات النافعة والمفيدة والتي تقدم مقاربةً وصفيةً شارحةً لا تخلو ضمنياً من رأي شخصيٍّ ما. لعبةُ الربطِ العلمية، والبحثيةِ التي يتقنها البعضُ. على الجانبِ الآخر، جزءٌ من قيمة المقال مرتبط بقيمة أو مكانة كاتبِه، المقروئية تلعب دوراً في تقليل المجادلات والإقناع، فضلا عن العلاقة الشعاعية بين الكاتب والمتلقي [القارئ]. في عالم العموم الواسع، تنتقل من الكونيٍّ، والفلسفي، ووجدان الفرد، إلى الحافلة التي دهست رولان بارت. لكل شيء مصطلح، لكل شيء وضوح، وتعريف الأشياء مستمد من عمومِها الكبير، ذلك الذي إن قُرئ في ألمانيا بالألمانية فلن يختلف فهمَه إن قُرئ في أمريكا الجنوبية بلغة المستعمر الإسباني. العموم الواسعُ المريحُ، رحلة تعليمية، وتثقيفية، تمرنك على فهمِ الأشياء، وعلى ضبط سياقها، وتجعل رحلة المعرفة سهلةً وجميلة، تشبه الخيال الإبداعي الذي تعيشه في كتابة رواية، فالمفكرون والمؤرخون هم أبطال الرواية، والتاريخ الإنساني، وحركته، وسكونه، وتناقضه، وصراعه هي الأحداث. هذه المتعة التي يعيشها الكاتب المُثَقَّف، والخبرة التي يكتسبها الكاتبُ المُثَقِّف. وما أجمل راحة البال هذه.

إن كنت من محبي نكد الدنيا، فضع في مقالِك لفظةٍ واحدة تكفي لقلب الطاولة على رأسك. ضع كلمة [الوطن] أو ضع كلمة [الدولة]. كل ذلك السردُ السلسُ يتحول إلى حقلِ ألغام، وتضطر وأنت تكتب منطلقاً من الإرث الذي اطمأن عقلك له واللغة التي تعايشت مع مصطلحاتها، ووضوحها إلى منطقةٍ جديدة تضطر فيها لنحتِ المصطلحات، والمفاهيم مع عملية تعديل مستمرة لذلك الإرث التراكمي الإنساني، الممتع، والواضح، والتاريخ الذي انتهى. ظرفُ المكان جزءٌ من التحدي، والآخر هو ظرف الزمان، دخول الحاليِّ، والراهن إلى مقالٍ يضيفُ بعض الإضافات الظريفة، فأنت في حقل ألغام، وثمة رصاص متناثرٌ ينزل من وحي اللحظة، أضف عاملا اجتماعيا، وهناك تتحول هذه الاستعارة المعقدة إلى حقل ألغام، برصاص متطاير، في الليل حيث غموض النفوس الجماعية، وامض مع التشبيه كما تشاء، أضف الحالة النفسية للكاتب، واصنع عاصفةً، وأضف الإسقاطات، واصنع قمرا يعكس الضوء، وأضف عامل الريح لتصف ميل الأفكار، أو تأثرها، وأضف عامل الرمل لتصفَ صفاء رؤية الكاتب، وأنت وما تشاء، كل هذه الأحكام [ما بعد الكتابة] تُستمد بعد كتابة مقالٍ واحد، وهذا هو الصداع الذي أقرر فعلَه في هذا المقال، أن أضع كلمة عُمان، وأضيف هذه التدوينة إلى تصنيف: [شؤون عُمانية]. هنا يختلف كل شيء.

تتخالف الكلمات التي تصف الكتابة عن الشؤون العُمانية، وتتآلف. بين ما هو عضوي، أو تخصصي، أو موجَّه، أو سطحي، أو إنساني، أو كوني، مصطلحات قادرة على لطم بعضها البعض حتى يوم القيامة. قضية تخصصية في فن كتابة المقال، ويجيد الأكاديميون ضبطَ الكلمات في مواضعها المتفق عليها ضمن تراكم العلم التجريبي، واتفاق أقطابِه، وصناع لغته، بقليل من التواطؤ والتساهل مع صنعة اللغة، وإرثِها الذي لا يخلو من المرونة. أن تضيف كلمة [عُماني] إلى مقال فأنتَ تعقِّد كل شيء، وانتهت رحلتك الهانئة في حقول المعرفة، وتوقَّف حوارك الداخلي، مع جميع المؤلفين الكبار الذين تحبهم وانتقل إلى مكانٍ جديد، يوصف في المشهد السردي الوارد في الفقرة السابقة.

العمومُ الواسعُ يفرضُ عليك طبيعته، وتناقضه، وما يتوسله العقلُ الفردُ الذي يتعمَّد التأثير في محيطِه العام هو الوصول إلى صورةٍ شاملةٍ تمتدُ منها خيوطٌ عديدة تلتف حول بعضها البعض لتصنع منطقا متينا. هذا الذي يحدث لك عندما تكتب عن عُمان وشؤون عُمان، ولا سيما شؤون عُمان الثقافية، أو تلك المتعلقة بصراعات الرأي العام، أو المنطوق به، الكتابة عن المسكوت عنه هذا عالمٌ آخرٌ يختلفُ تماماً عن هذه الرحلة الشخصية اللطيفة والدمثة والخالية من الخطورة كما يحدث في هذه المقالة، العموم الواسع منطقة مريحةٌ، تحتاج إلى التفات كمِّي أكثر مما هو نوعي، وانتباهٌ من وحي الخبرة، والرصد الذاتي، أكثر من التنظيرِ والسعي إلى تغيير الواقع بقوَّة السلاح! وأعني بالسلاح النقد والتحليل. الأسلحة الأخرى السريَّة والتي يحدثُ فيها التنظير المؤثر سيكون لها نصيبها في نهاية هذا المقال الذي أصابني بالصداع وأنا لم أنجز نصفَه بعد!

العموم الواسعُ في عمان هي تلك المساحة المُتاحةُ بعد قيود القانون. كل ما يمكنك أن تقولَه دون أن يكون مصيرك السجن، أو مواجهة السلطة، أو التعرض للسين والجيم الذي يدخلك ضمن قائمة الكتاب المغضوب عليهم، أو الملاحقين بالأحكام القضائية. هذا ما أقصده بالعموم الواسع. ثمُّ يأتي العموم الكبير، وأقصد به المساحة التي يُمكن تحويل الأفكار إلى كلماتٍ بعد تجاوز خطر الرقيب الاجتماعي، والديني. يمكن تسميتها رياضيا [المساحة]، أو إن شئنا إعطائها تشبيها آخر [السقف] أيا ما كانت الشركة الراعية لاستعاراتك المفهومية، نتفق على هذه التشبيهات حتى نهاية المقال، العموم الكبير هو آخر المساحات الباقية لك، هو ما يمكن نشره في الجرائد، وما يظهر ببذخ ووفرةٍ في وسائل الإعلام المرئية، والمرمية، والمسموعة، والموجوعة، والمفلوعة على الرأس بمختلف ما تطرحه من نماذج بشرية عظيمة ورائعة ومضحكة ومبهرة ومبشرة وناقدة وفارقة ومفيدة وتافهة وضحلة وأيا ما كانت أحكامك، التي قد تحكم بها مثل ميسي، أو انطباعاتك التي تمسكها كالختم لتلصقه في كل شاردة وواردة، وخالدة، وبائدة، مما يقوله الآخرون ويقع على حواسِّك التي يحولها دماغك، ثم ذهنك إلى إدراك.

يجادلُ النشطون في هذا العموم الكبير بلا كلل أو ملل عن خطورةِ الثقافة، وعن مأزق الوعي، ففي عُمان الكلام الحقيقي لا يقال علنا، والآراء لا تقال علنا، وحتى تلك الممكنة قانوناً لا تقال علنا. الأسباب كثيرة وأبسطهاً صراع الأقطاب في الساحة العُمانية، واضطرار المرء للاصطفاف، مثل هذا المقال من ينتبه له؟ لا أحد، هم عشرات القراء والذين يشاركون كاتب المقالة/ التدوينة بعض الهموم. أما في عالم العموم الكبير فيشيع التحذير، والتبرير، والتطبيل، والتهريج، والهذيان، والفضفضة، والسردُ، والتوثيق، والدعاية بمختلف أشكالها، من الصعب أن يصمد النص المنضبط فكريا في هذه المعمعة، وعندما يتعلق الأمر بعُمان فإن كل حساسيات الأكوان العلوية، والسفلية، والمجرات المجاورة سوف تخرجُ بكل خلاياها المناعية لكي إمَّا تتقين من خلوِّ هذا النص من المخاوف الوطنية الكُبرى، مثل أن تحاول لا سمح الله غسيل دماغ المجتمع بالفكر الحداثي، أو خلوِّه مما قد يجعلك مثقفا، مشاغبا، محرضا، لديه وجهة نظر تجاه السلطة. من الملحوظَ أن خطاب السخط، أو التبخيس من بعض الأحداث العامَّة قد أصبح ممارسا بصورة ملحوظة، فضلا عن ارتفاع سهل الرصد في تناول بعض الشخصيات الرسمية العامة بمن هم في مرتبة وزير أو وكيل. طبعا هذا لا يشمل كل الوزراء، وكل الوكلاء، وتمايز مفهوم ما هو سيادي، وما هو كما نقول في اللغة العُمانية: تابع للخدمة المدنية، حاضرٌ بشدة في الأذهان، هو ضمن مساحة العموم الواسع، وضمن مساحة العموم الكبير على حد السواء ويبقى الخيار الفردي هو المُحتكم إليه عندما يعبر المرء في مقالٍ ما عن شيء من أشياء عُمان، رأي! لا سمح الله! وقد يزعلُ منه البعض بالضرورة. أو حسب شخصية كاتبه قد يكون هُناك زعلان باعتبار ما سيكون ومصيره إن قال حقا أو باطلا واحد، سوف ينزعج منه الخصوص النخبوي [في سياقه العام] أو العموم في سياقه الخاص والعام، ولا داعي أن أعدد التباديل والتوافيق التي تخرج من ذلك.

العموم العُماني الكبير مساحةٌ يتم التدخل فيها حسب حجم تأثيرها، وخارج ما يمكن لعضو مجلس الشورى فعله. هذا العموم يلعب دور مكبر الصوت الذي يوصل هموم المجتمع، يلعب بعض أفراد هذا العموم دور العدسة المكبرة، وهؤلاء الذين يخرجون من العموم الكبير إلى العموم الشاسع، كما أفعل في هذا المقال، يُنشر علنا، لكنه ليس جزءا من التداول الذي يحدث في المجتمع، ولا جزءاً من الجدالات الفكرية والتي ما يحدثُ منها علنا ليس أكثر من استنساخ لقالب العموم الكبير، محاولة لإقناعِ الناس بأنَّ طائفةً ما تنوي غزو أخرى بقوة السلاح، وطبعا أقصد بالسلاح، التفكيك، والإدانة، والتبخيس، ولا ننسى هذا الجدال الظريف جدا بين المحافظين، واليسار الثقافي، ومجادلات تويتر وغيرها. العموم الكبير لا يخلو من تناقلِ مكانه مع العموم الشاسع، ولكن حتى هذا من النادر أن تجده خارج المقالات الرصينة، تمتلئ رفوف المكتبات بالدراسات النوعية، ويبدو أن معظم الناس في عمان [مستكاودين] هذا النوع من المعارف، ويفضلون الكتابة عن المواضيع [الترينداويَّة] من طراز خمسة إلى سبعة رختر، مثل الدكتور الذي يفلعُ بركة الماء المحافظة بحصاة، والرد عليه بفريق جماعي يمارس هواية [الفلع] فيما هو شخصي، وما هو اجتماعي، بل وحتى يصل الحال إلى ما له علاقة بالأصول، والعرقيات، والقوميات. نعم، كل هذا يحدث في العموم الكبير والواسع في عُمان. إن كنت عمانيا، أظنُّ أن جولةً لك في يومٍ من أيام الرأي العام الإلكتروني العُماني، وقراءة جريدة، ومتابعة التلفاز، والاستماع إلى إذاعة من الإذاعات المؤثرة، وتتبع بعض الشخصيات التي لديها احترافية عالية في الانتقال من العموم الواسع، إلى العموم الكبير، فستجد البيان التفصيلي لك لما كُتب في هذه المقالة الوصفية والتي لا تخلو من إطلاق الأحكام من جانب كاتبها بطبيعة الحال.

إن كنا نتكلمُ بهذه الفداحة عن شؤون الكلام والتعبير عن الرأي في عُمان، أين يحدث التنظير؟ وأين يتداخل أصحاب العقول مع بعضهم البعض، ومن الذي يتولى التنظير لكل الأحداث التي تطرأ على المجتمع، ومن هذا الذي يحاولُ الوصول إلى مقاربات، لن أقول من الحلول، ولكن سأقول مقاربات تضع بعض النقاط على الحروف، وتفتح الباب لفهم المشاكل العُمانية الكبيرة. أين يحدث كل هذا؟ فالذين يتناولون شؤون عُمان في العموم الكبير لا يفصلون كثيرا، ويتجنبون الخوض في التفاصيل، فضلا عن سهولة إساءة فهمِ من يفعل ذلك. كل هذا يحدث في عالمٍ بعيدٍ عن العموم، العالم الحقيقي للثقافة في عُمان، حيث يتجالسُ المثقفون مع بعضهم البعض، وتفتح طاولات الحوار بحريَّة، ويربو الكلامُ حتى يخسر زبدَها وما يمكث منه يتحول في الضفةِ الأخرى المقابلة لضفة المجتمع، يتحول إلى قرارٍ، أو تغييرٍ، أو ربما خارطة طريق ما في مشكلة ما من مشاكل عُمان. هذا هو واقع الحال في عُمان، وهكذا تتفاعل العقول العُمانية مع مشكلاتِها، الأكاديمي غير مشغول بالوسط الإلكتروني والإعلامي، والوسط الإلكتروني والإعلامي مشغول بملاحقة نفعية الزيارات، واللايكات، والإعلانات، والوسط الإعلامي الرسمي مشغولٌ بتهدئة الناس وبثِّ الأمل في خواطرهم إن استطاع الإعلام الرسمي لذلك سبيلا. التأثير الحقيقي يظهر كفعلٍ لاحقٍ، ويدخل حيز العلن بعد أن يتمَّ في دوائره الضيقة، والصغيرة، والبعيدة عن الناس.

الذي يسبب لي الإحباط في هذا الوضع هو أثر ذلك على التأجيل المستمر لدخول عاملِ الثقافةِ كأحدِ أدوات طرح الأسئلة، والتحليل على صعيد المجتمع. سأتجنب بشكلٍ متعمدٍ كل ما له علاقة بتغيير السلطة، والصدام معها، ولن أدعو لما هو مع توجه السلطة، أو ضد توجه السلطة لأنني أريد الحفاظ على هذه المساحة بعيدا عن المنغصات. الذي يسبب الإحباط لي هو أنَّ استمرار الوضع الراهن يعني استفحال هذه المشكلة التي حولت عالم الإنترنت العُماني إلى عالم [نصف النص، نصف الكلام، نصف الموقف] شيوع الاختصار في كل مكان، والاصطفاف بحكم الضرورة، وحكاية الزعلان باعتبار ما سيكون، أو الزعلان باعتبار ما كان أصبحت جزءاً يوميا من أدبيات التلقي في عُمان، تويتر خير مثال على ذلك، والسخطُ، والشعور باليأس وقلة الحيلة، كل ذلك مردُّه إلى شُحِّ المحتوى الرصين في عالم الإنترنت، والرقابة الإعلامية التي تمتدُّ كل يوم إلى ركن من أركانِ المحيط الإلكترونية تُساهم أكثر وأكثر في تفريغِ الإنترنت من مضمونه، وتتركه نهباً لكل الظواهر التي تحذرُ منها في منصاتِها الرسمية! حالةٌ أخرى من الحالات التي تجعل المرء يحارُ في تقاطع المؤسسيِّ مع الفردي! النقاشات المؤثرة في عمان لا تحدثُ علنا، وأي فارقٍ هذا بين الجيل القديم الذي كان في عصر ثورة الإنترنت، وثورة المودم الصغير، وثورة الهاتف الذي يسمح لك بدخول وصلة لمقال، وثورة الكتابة اليومية للرأي الاجتماعي، إلى مرحلة التسعين ثانية، والتسعين كلمة، والنص القصير، واختصار كل شيء.

ما الذي أفعله الآن! أعبر عن قلقي، وعن يأسي، وعن تفاؤلي في وقت واحد. قلقٌ لأنَّ امتيازات كثيرة كانت تقدمها الإنترنت قد أصبحت تتراجع بفعل الإنترنت نفسه، يائسٍ من أنَّ طاولة الحوار المُعلنة ستحدث بسرعة في عُمان، وتعنت النخب المؤثرة في كل جماعاتها سيؤخر ذلك أكثر، متفائل لأنَّ هذا الوهم هو الذي يسمح لي بالكتابة. إلى متى سيستمر هذا الوضع! لست أدري، أعبر عن تفاؤلي، وأملي في هذه الحياة بأن أكتب عن هذه الشؤون العُمانية التي أتمنى أن أقرأ إنسانا [فيه بارض] يكتب بهذا التفصيل، إنسان تخصص في نقدِ الخطاب الاجتماعي، أو ربما لا سمح الله، لا سمح الله، أكاديمي ينفق بعض زكاة علمِه في تتبع هذه التحولات الاجتماعية بكل ما فيها من ضخ المحتوى، وانحساره، وحركة الجيل الجديد في التعامل مع المعلومة، وآلية استقائها، والمعرفة، والتنظير الاجتماعي الذي يقودُه الآن مجموعةٌ منتقاةٌ بعناية من كل طائفة فكرية أو رسمية.

كاتب هذه المقالة جزءٌ لا يتجزأ من كل ما ورد أعلاه، وله تجربة طويلة جداً اختلفت فيها الضفف، وتنقل فيها من موقع لآخر، ومن القاع، للحضور، ومن الضوء، للظلام، ومن الداخل، والخارج، لا يفصل كاتب هذه المقالة نفسه عن كل ما ورد أعلاه، وبينما يكتب الآن ما يحبُّ فعله، وهو التفصيل، والتحليل، والتدوين، والتوثيق، والسرد، يعترف أنَّه يتقن العمل في العموم الواسع، وفي العموم الكبير، وكل ما في الأمر، أن عالم العموم الكبير شيء يجب عليك أن تتقنه، أما عالم العموم الواسع، فهو ما يحتاج إلى إطالة، وإلى عزلة، وإلى تقليل التفاعل الكبير، مع العموم الكبير. الطريق طويل جدا! ولكن "الآمال ولدان" لعلَ رخاء اقتصاديا عميما إن حدث فسوف تتحول شؤون الكتابة كلها في الإنترنت، وفي الإعلام، إلى تنظيرٍ عن الغد الاجتماعي، وطرق العيش، مع الحفاظ على خاصية العدسة الاجتماعية، والرقيب الفرد.

 

 

معاوية الرواحي