بم تشعرُ
الآن. صوتُ المُحاضِرة بحماسها الشيِّق يعبرُ الصوت إلى عقلي. سأجرب شيئا جديدة،
الترجمة الفورية لما يحدث في المحاضرة، أو كتابة الملاحظات، شيء يجمع تويتر
بالدراسة.
حلم
التفرغ للكتابة يعود بكامل قوته. ولا أعرف لماذا لدي هذا السخط على تويتر، هل يحق
لي السخط بعد أن كفَّر تويتر عن خطاياه وأصبح يسمح بكتابة مقال كامل؟ عصر
الثريدات! والنزق تجاه هذا الإشباع السريع، والتواصل مع الناس.
ما شيء
حياة!
هكذا
أقول لصديق عزيز أتصل به عندما أجد وقتا للصداقات في مشوار السيارة من وإلى مكانٍ
ما. تحولت الحياة إلى زحامٍ خانق لا يتوقف، زحام يومي، وقت الفراغ الوحيد الذي
تعيشه هو ذلك الذي تذهب إليه مرهقا. مصاباً بالتعب من الحياة.
بم أشعر!
بالرغبة في الكتابة بلا توقف، تعود إلى أصابعي الأيام التي كنت أكتبُ فيها كلمات
أكثر مما أنطق في يوم واحد، تغيرت الأشياء كثيرا، وتغيرت الحياة!
تدهشني
تغيرات الحياة، وفضيلة التمسك بالأمل، والثقة بالله. أستعيد تلك الأيام المريرة
التي كنت فيها في بريطانيا، أستقبل قصيدة مقدس النفوس وأدعو الله من كل قلبي أن
ينقذني من ذلك الشقاء، والبرد، والوحدة، والغربة. سبحان الله! فرجُ الله عظيم،
وعوضه أعظم.
آمنت
بالصبر وظننته خطيئة اليأس فإذا به فضيلة من فضائل الأمل، يُساء للصبر ليل نهار من
جموع الساخطين، والغاضبين.
ما أسوأ
حياة السخط والغضب! عندما يتحول المرء إلى إنسانٍ مقرف لا يتوقف عن الشكوى، يُلاحق
الآخرين في صميم سعادتهم، من منا من لم يمر بيومٍ أو مرحلةٍ مثل هذه!
أتساءل
بدهشة عن كل هذا الذي يحدث، وأقارنُ. تعلمت درسي هذه المرَّة وأعلم وحشية الدروس
القدرية التي تأتي مع نكران الجميل، ومع جحود النعم، واللعنات التي تلاحق من يظن
أن الذي يحدث لها هو استحقاقه، أو نتاج ذكائه. هذه العقوبات التي تكفي ليعود
الإنسان لرشده، ويفهم معنى كلمة [الصواب]. ما الذي أفعله الآن؟ لا أعرف ما الذي
أفعله، الرغبة في الكتابة تحلُّ على العقل في أي لحظة.
أكمل هذه المحاضرة بنصف تركيز، محاضرات علم النفس أجمل
شيء في هذا الوجود والحياة، الوقت يمضي فيها بسرعة، كيف يمكن أن أفرط بها بهذه
السهولة؟ هل الكتابة قهرية إلى هذا الحد؟ أم الأمر مرتبط بنزعة البحث عن
الدوبامين.
اشتقت للنفس الطويل في الكتابة، والشعور أنني غير مضطر
لتلك القفلات الاضطرارية. الاستطراد جزء من صنعة الكتابة، والتداعي جزء من متعة
الكاتب، لم تعد هُناك قيود كبيرة، هناك ما يكفي من المساحة هُنا، وهناك. انتهى يوم
دراسي جميل، غدا امتحان، وربما علي أن أفسح له بعض المجال ضمن هذه الليلة الموعودة
مع الأصدقاء.