والمجد للتدوين أولا وأخيرا وآخرا ..
بحث هذه المدونة الإلكترونية
السبت، 30 نوفمبر 2024
تحديات صانع محتوى
تحديات صانع محتوى في فعالية رياضية!!
اليوم انطلقت بطولة العالم سوكا 24. كنت أظن أنني كنت جاهزاً، كيف لا؟ الحقيبة بها المايكرفون المقاوم للضجيج، والكامرة الأنيقة التي وقعت في غرامها الأوزمو بوكت، (أوزمو المخبا) واللابتوب الذي يكرهه قاتل الأفراح محمد لاب، بنك من بنوك الطاقة، وأسلاك، وحبشتكنات أخرى مختلفة. من ذوات الشواحن، وذوات التايب سي، وحاملات الكاميرات. وكنت أظن أنني كنت جاهزا!
في الميدان تختلف التجربة، أبرز التحديات! لا يوجد مصور! وأي مصور سيطيق حركتي المستمرة، وانتقالي الفوري من موقع لآخر. حيثما وليت وجهي أجد شيئا واحدا (محتوى). وأنا مدوّن، لا أصور حالات (ستوريات) لأنها تغيظني، وتشعرني بأن الزمان الكلاسيكي القديم الذي كان التدوين فيه يحتفظ بروح الأشياء، وبذكريات المناسبات والفعاليات قد أصبح من الزمن القديم! لا بأس، لن أستجيب لإكراهات العصر الحالي، سأواصل السعي بمدرستي التي ألفتها وأحببتها.
ولهذه المدرسة ضريبة! أين المصور! يا إلهي، صدعني الموضوع اليوم حتى وجدت صديقا ومدونا وناطقا بالمحتوى، نبراس، الذي كان يقدم برنامجه في مسقط أف أم، وهناك حدثت (النقرة) كما يقول الأجانب، وصنعنا محتوى مدهشا لتدوينة اليوتيوب الشاملة التي سأنشرها بعد الفعالية!
غير غياب المصور، التحدي الثاني، الصداع الذي شعرت به بسبب جلوسي أسفل السماعة الصارخة، الشرسة، يا إلهي! أي طاقة ذهنية بقيت لي لأكمل مشوار التدوين! أن تكون مهنيا، وتعتمد في رزقك على التدوين يعني أن تحافظ على طاقتك لنفسٍ طويل، من بداية فعالية إلى نهايتها، وبعد الصداع الذي تسببه السماعة! بدأت حقا أشعر بالإنهاك، لكنني قاومت، فكرة أن أصور نفسي هذه تذكرني بالمدرسة التي هربت منها، التصوير الهاتفي بكل ما فيه من فردانية زائدة عن الحد.
والمعضلة الأخرى، أين أضع أغراضي! لا عجب أن هذه المدرسة لا تطاق، تحتاج إلى حقيبة، وإلى ذوات الشواحن، وإلى مكان تتمركز فيه، وأيضا إلى إنترنت!
رفيقي في فريق ميزان كان حاضرا مع جهازه في أرض الميدان، وأيضا صرعت تلك السماعة رأسه، إما المكان المميز للتصوير في رقعة اللعب، أو اختيار مكان آخر!
بعد أن استبد بي الصداع قررت الذهاب إلى مكان آخر، بين الجماهير، وهناك وجدت صناع المحتوى الآخرين، وبدأنا في تسجيل اللحظات، هم يسجلون بطريقتهم وأنا أسجل بطريقتي.
وفاز المنتخب العماني. وسجلت هدف الريمونتادا الجميل. ووصلنا إلى نهاية الليلة، من شدة الإرهاق صورت ختام التدوينة خمس مرات. أرحل، ثم أقول: (ثمة محتوى هنا، ثمة محتوى هناك)
كُل هذا يصنع الحضور طويل المدى، قد لا يكون بضخامة الضوء الذي تسببه منصات الستوريات، لكنه يكفيني، على المدى الطويل، يصنع حضوره ويوثق الأحداث والذكريات.
كانت ليلة جميلة، شعرت فيها بروح التدوين تضخ في عروقي، يااااه! التدوين! هذه الكلمة التي عشت فيها سنوات العمر الأجمل. شعور جميل أنني أرتبط بالتدوين المرئي مجددا، صورت (ستوري) واحد وأصبت مباشرة بنوع من الفتور تجاه الهاتف.
مع أنه مفيد ونافع ويمكن التصوير به لكن لسبب ما ولعنادي الماريوي العتيد، أكملت الليلة بكامرتي.
وغدا، مهما كانت مغريات الجلوس في رقعة الملعب قوية، لن أجلس هناك، سأبتعد عن تلك السماعة التي حقا حقا أرهقتني.
غدا مباريات صباحية، لا أظن أنني سأستطيع حضورها. سأرسل كامراتي البديلة هناك، سأطلب من أحد تصويرها سأغطيها بمادة صوتية من باب أضعف الإيمان.
كانت ليلة جميلة بامتياز، ومتعة جميلة لا توصف في تلك المباريات المشتعلة بالتنافس والحماسة.
ثمة فريق (اندبغ) ستة أهداف تقريبا. ومباريات الأهداف فيها تقع على بعد أمتار من عينيك.
خرجت بمقابلة جميلة مع وليد العبيداني، وأخرى مع ديفيد ليون، وعشرات الفيديوات التي ستبني شيئا جميلا لاحقا.
تغيرت مشاعري بعدما انتقلت مشاركتي من البزنس إلى التطوع. شعرت أنني أفعل الصواب وأنتمي للحدث بشكل مغاير، على الأقل ذلك الشعور المؤرق بحق العميل وغيره لم يعد موجودا. شعور صانع المحتوى الذي يستفيد من المكان لمنصاته كان ممتعا، ومليئا بالتحدي. وهو اليوم الأول، والأيام قادمة.